فصغيرين حال من الضمير في علقت ومن سلمى لأنه يصح أنه يقول أنا وسلمى صغيران نرعى البهم. ومثله قوله:
خرجت بها نمشي تجر وراءنا
فنمشي حال من التاء في خرجت ومن الضمير المجرور في بها. ويصلح أن نقول: أنا وهي نمشي وهنا لا يصلح أن يكون تحمله خبرا عنهما. لو قلت: هي وهو تحمله لم يصح أن يكون تحمله خبرا نحو قوله: هند وزيد تكرمه، لأن تحمله وتكرمه لا يصح أن يقدر إلا بمفرد فيمتنع أن يكون حالا من ذوي حال ولذلك أعرب المعربون في خرجت بها نمشي تجر وراءنا نمشي حالا منهما وتجر حالا من ضمير المؤنث خاصة لأنه لو قيل: أنا وهي تجر وراءنا، لم يجز أن يكون تجر خبرا عنهما لأن تجر وتحمل إنما يقدران بمفرد أي حاملة، وجارة. وإذا صرحت بهذا المفرد لم يمكن أن يكون حالا منهما وكافة لدلالته على معنى جميع يصلح أن يكون حالا من الفاعل في ادخلوا ومن السلم بمعنى شرائع الاسلام لأنك لو قلت الرجال والنساء جميع في كذا صح أن يكون خبرا. لا يقال: كافة لا يصح أن يكون خبرا. لا تقول: الزيدون والعمرون كافة في كذا. ولا يجوز أن يقع حالا على ما قررت لأن امتناع ذلك إنما هو بسبب مادة كافة إذ لم يتصرف فيها بل التزم نصبها على الحال لكن مرادفها يصح فيه ذلك وقوله: والمراد بالكافة الجماعة التي تكف مخالفيها يعني: أن هذا في أصل الوضع ثم صار الاستعمال لها بمعنى جميعا، كما قال هو وغيره: وكافة معناه جميعا. وضم عين فعلة الاسم في الجمع بالألف والتاء لغة الحجاز فتقول: خطوات.
[2.209-211]
{ فإن زللتم } باتباع الشيطان في كفر أو معصية. وقرىء: زللتم بفتح اللام وبكسرها.
{ من بعد ما جآءتكم البينات } وهي حجج الله ودلائله التي أوضحها في كتابه وعلى لسان رسوله.
{ فاعلموا أن الله عزيز } لا يغالب.
{ حكيم } فيما يرتبه من الزواجر لمن خالف وفي ذلك وعيد شديد وأمرهم بأن يعلموا تنبيه لهم على ما قد يغفل العاصي عن وصفه تعالى بهاتين الصفتين.
{ هل ينظرون } أي هل ينتظرون. والمعنى على النفي ولذلك دخلت إلا في قوله:
{ إلا أن يأتيهم الله } والإتيان حقيقة في الانتقال من حيز إلى حيز وذلك مستحيل بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى وهو إتيان على ما يليق به سبحانه من غير انتقال إذ هو تعالى ليس في مكان، أو يكون على حذف مضاف وهو الذي صرح به في قوله: أو يأتي أمر ربك. وهو عبارة عن بأسه وعذابه. ويدل على هذا المحذوف قوله:
صفحه نامشخص