تفسیر میسر

سعید کندی d. 1207 AH
50

تفسیر میسر

التفسير الميسر لسعيد الكندي

ژانرها

وإذ قال موسى لقومه: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} البقرة الأنثى من البقر، ويقال: هي مأخوذة من البقر وهو الشق، سميت به لأنها تشق الأرض، أي تشقها للحراثة. قال بعض المفسرين: أول القصة مؤخر في التلاوة، وهو قوله: {وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها}، وذلك أن رجلا موسرا قتلوه بنو عمه ليرثوه وطرحوه على باب مدينة، ثم جاءوا يطلبون بديته فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها ليحيى فيخبرهم بقاتله. {قالوا: أتتخذنا هزوا} أتجعلنا مكان هزء، أي اتستهزئ بنا؟ نحن نسألك عن أمر القتيل وتأمرنا بذبح البقرة! وإنما قالوا ذلك لبعد ما بين الأمرين في الظاهر، ولم يدروا ما الحكمة فيه. {قال: أعوذ بالله} أي أمتنع بالله، العياذ واللياذ من حال واحد، {أن أكون من الجاهلين(67)} لأن الهزؤ في مثل هذا من باب الجهل والسفه.

{قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي} أي ما حالها وما صفتها، {قال: إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر} لا مسنة ولا فتية، {عوان} نصف، {بين ذلك} أي ما بين ذكر الفارض والبكر. {فافعلوا ما تؤمرون(68)} أي يؤمرون به.

{قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها، قال: إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها} الفقوع نصوع الصفرة، ولذلك يقال: أصفر فاقع. {تسر الناظرين(69)} أي تعجبهم.

{قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا} إن البقر الموصوف بالتعوين والصفرة كثير فاشتبه علينا. {وإنا إن شاء الله لمهتدون (¬1) (70)} لمعرفتها.

{

¬__________

(¬1) - ... في الأصل: «المهتدون»، وهو خطأ.

صفحه ۵۰