تفسير مقاتل بن سليمان
تفسير مقاتل بن سليمان
پژوهشگر
عبد الله محمود شحاته
ناشر
دار إحياء التراث
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٣ هـ
محل انتشار
بيروت
وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا يَقُولُ باعوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ من السحر لَوْ يعني إن كانُوا يَعْلَمُونَ- ١٠٢- ولكنهم لا يعلمون «١» .
كان أَبُو صَالِح يروي عن الْحَسَن فِي قوله- تَعَالَى-: وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ قَالَ: وكان هاروت وماروت مطيعين للَّه- ﷿. هبطا بالسحر ابتلاء من اللَّه لخلقه وعهد إليهما عهدا أن لا يعلما أحدا سحرا حَتَّى يقولا لَهُ مقدمة إِنَّمَا نَحْنُ فتنة يعني محنة وبلوى فلا تكفر فإذا أبى عليهما إِلَّا تعليم السحر قَالا له: اذهب إلى موضع كذا وكذا فإنك إذا أتيته وفعلت كذا وكذا كنت ساحرا «٢» .
ثُمّ قَالَ لليهود: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا يعني صدقوا بمحمد- ﷺ وَاتَّقَوْا الشرك لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يَقُولُ لكان ثوابهم عِنْد اللَّه خَيْرٌ من السحر والكفر لَوْ يعني إن كانُوا يَعْلَمُونَ- ١٠٣- نظيرها فِي المائدة قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ «٣» يعنى ثوابا.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وذلك [١٩ ب] أن الْمُؤْمِنِين قَالُوا للنبي- ﷺ راعنا سمعك كقولهم فِي الْجَاهِلِيَّة بعضهم لبعض.
وراعنا فِي كلام اليهود الشتم فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ اليهود من المشركين أعجبهم فقالوا: مثل ذَلِكَ للنبي- ﷺ فقال رجل من الأنصار- وهو سعد بن عبادة الْأَنْصَارِيّ- لليهود «٤» لئن قالها رَجُل منكم للنبي- ﷺ لأضربن عنقه فوعظ اللَّه- ﷿ الْمُؤْمِنِين فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا
_________
(١) فى أ: زيادة نظيرها فى المائدة.
(٢) هذا الأثر ذكر فى أبعد تفسير أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ.
(٣) فى أ: قل هل أنبئكم بهمزة على نبرة والآية ٦٠ سورة المائدة.
(٤) فى أ: فقال رجل من الأنصار لليهود وهو سعد بن عبادة.
1 / 128