تفسير مقاتل بن سليمان
تفسير مقاتل بن سليمان
پژوهشگر
عبد الله محمود شحاته
ناشر
دار إحياء التراث
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٣ هـ
محل انتشار
بيروت
قَدْ غشيت، ورأيتم فيها نورا وسمعتم فيها صوتا، فاسجدوا لربكم وانظروا ما يأمركم به، فافعلوا، قَالُوا: نعم، فصعد مُوسَى- ﵇ الجبل فجاءت الغمامة فحالت بينهم وبَيْنَ مُوسَى ورأوا النور وسمعوا صوتا كصوت الصور «١»، وَهُوَ البوق»
، فسجدوا وسمعوه وَهُوَ يَقُولُ: إني أنا ربكم لا إله إِلَّا أَنَا الحي القيوم، وأنا الَّذِي أخرجتكم من أرض مصر بيد رقيقة «٣» وذراع شديد فلا تعبدوا إلها غيري، وَلا تشركوا بي شيئًا وَلا تجعلوا لي شبها فإنكم لن تروني، وَلَكِن تسمعون كلامي.
فَلَمَّا أن سمعوا الكلام ذهبت أرواحهم من هول ما سمعوا ثُمّ أفاقوا وَهُم سجود. فقالوا لموسى- ﵇: إنا «٤» لا نطيق أن «٥» نسمع كلام ربنا، فكن بيننا وبَيْنَ ربنا، فليقل لك وقل أَنْت لنا. قَالَ مُوسَى: يا رب إن بني إِسْرَائِيل لَمْ يطيقوا أن يسمعوا كلامك فقل لي، وأقل لهم. قَالَ اللَّه- ﷿: نعم ما رأوا.
فجعل اللَّه- ﷿ يأمر مُوسَى ثُمّ يخبرهم مُوسَى ويقولون سمعنا ربنا وأطعنا فَلَمَّا فرغ من أمره ونهيه ارتفعت السحابة وذهب الصوت فرفع القوم رءوسهم ورجعوا إلى قومهم. قِيلَ لهم: ماذا أمركم به ربكم ونهاكم عَنْهُ؟ فَقَالَ بعضهم: أمرنا بكذا وكذا، ونهانا عن كذا وكذا. وقَالَ آخرون: واتبع فِي آخر قوله إن لَمْ تستطيعوا ترك ما نهاكم عَنْهُ فافعلوا ما تستطيعون. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يعني طائفة من بني إِسْرَائِيل يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وفهموه وَهُمْ يَعْلَمُونَ- ٧٥- أنهم حرفوا الكلام وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا يعني صدقنا بمحمد- ﷺ بأنه نبى وذلك أن الرجل
_________
(١) هكذا فى ل، وفى أ: الشبور.
(٢) فى ل: البرق.
(٣) فى ل: رفيقة، وفى أ: رفيعة.
(٤) فى أ: وإنا.
(٥) أن: ساقطة من أ، وموجودة فى ل.
1 / 117