351

تفسير مقاتل بن سليمان

تفسير مقاتل بن سليمان

ویرایشگر

عبد الله محمود شحاته

ناشر

دار إحياء التراث

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣ هـ

محل انتشار

بيروت

ﷺ «نؤمن بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بين أحد منهم ونحن له مسلمون» «١»
فَلَمَّا ذكر عِيسَى ابْن مريم جحدوا نبوته- ﷺ وقالوا: لا نؤمن بعيسى وَلا بمن آمن به. فأنزل اللَّه- ﷿ هذه الآية: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ يعني صدقنا بِاللَّه بأنه واحد لا شريك له «وَ» صدقنا ب «ما أُنْزِلَ إِلَيْنا» يعني قرآن محمد- ﷺ «وَ» صدقنا ب «ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ» قرآن محمد- ﷺ الكتب التي أنزلها الله- ﷿ على الأنبياء ﵈ «وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ» يعني عصاة، قَالَت اليهود للمؤمنين: ما نعلم أحدا من أَهْل هَذِهِ الأديان أقل حظا فِي الدُّنْيَا والآخرة منكم. فأنزل اللَّه- ﷿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ يعنى المؤمنين مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ يعني ثوابا من عند اللَّه، قَالَت اليهود: من هُمْ يا محمد؟ فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وهم اليهود وَغَضِبَ عَلَيْهِ فَإِن لَمْ يقتل أقر بالخراج وغضب عَلَيْه وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ القردة فِي شأن الحيتان «٢» والخنازير «٣» فِي شأن المائدة.

(١) فى أ: نؤمن بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إلى إبراهيم ... إلى قوله ... مسلمون وهو يشير إلى الآية ١٣٦ من سورة البقرة وتمامها قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. والمثبت من ل.
(٢) الحيتان هي: الأسماك التي نهوا عن صيدها يوم السبت فاصطادوها بالحيلة فقال لهم الله:
كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ.
(٣) وأما المائدة فقد طلبها عيسى من السماء واشترط عليهم الإيمان بالله وألا يرفعوا شيئا منها فأكلوا منها ثم كفروا ورفعوا من المائدة فدعا عليهم عيسى: أن يلعنهم الله كما لعن أصحاب السبت، فمسخهم الله خنازير.

1 / 488