320

تفسير مقاتل بن سليمان

تفسير مقاتل بن سليمان

پژوهشگر

عبد الله محمود شحاته

ناشر

دار إحياء التراث

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣ هـ

محل انتشار

بيروت

فهذان ميثاقان: ميثاق بالإيمان بِاللَّه وميثاق بالعمل. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: فِي البقرة: سَمِعْنا وَأَطَعْنا «١» سمعنا بالقرآن الَّذِي جاء من عِنْد اللَّه وأطعنا اللَّه- ﷿ فِيهِ.
وذلك قوله- سُبْحَانَهُ- فِي التغابن: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا «٢» يَقُولُ اسمعوا القرآن الَّذِي جاء به محمد- ﷺ من عِنْد اللَّه- ﷿ وأطيعوا اللَّه فيما أمركم فَمنْ بلغ الحلم والعمل وَلَم يؤمن بِاللَّه- ﷿ وَلا بالرسول والكتاب فقد نقض الميثاق الأول بالإيمان بِاللَّه- ﷿ وبما أَخَذَ اللَّه- تَعَالَى- عَلَيْه حين خلقه وصار من الكافرين.
ومن أَخَذَ اللَّه- ﷿ عَلَيْه الميثاق الأول وَلَم يبلغ الحلم فَإنَّ اللَّه- ﷿ أَعْلَم به.
قَالَ: وسئل عَبْد اللَّه بن عَبَّاس عن أطفال المشركين فَقَالَ: لقَدْ أَخَذَ اللَّه- ﷿ الميثاق الأول عليهم فلم يدركوا أجلا وَلَم يأخذوا رزقا ولم يعملوا سيئة وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى «٣» وماتوا عَلَى الميثاق الأول فالله أَعْلَم بهم.
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تنقضوا ذَلِكَ الميثاق إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ- ٧- يعني بما فِي قلوبهم من الْإِيمَان والشك، قوله- سبحانه-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ يعني قوالين بالعدل شهداء للَّه وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ يَقُولُ لا تحملنكم عداوة المشركين يعني كفار مكة عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا عَلَى حُجّاج رَبِيعَة وتستحلوا منهم محرما اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ

(١) سورة البقرة: ٢٨٥.
(٢) سورة التغابن: ١٦.
(٣) سورة الإسراء: ١٥.

1 / 457