الاعتدال ، والسواء : العدل. وإذا كانت سواء بعد همزة التسوية ، فتعني : استوى الأمران ، كقوله تعالى : ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ) [المنافقون : 6] و ( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ) [إبراهيم : 21].
( أأنذرتهم ): الإنذار : إعلام فيه تخويف ، ويقابله التبشير : وهو إعلام فيه سرور.
( أم ): إما متصلة ، وهي على نوعين : الأول : التي تتقدم عليها همزة التسوية كما في الآية. الثاني : التي تتقدم عليها همزة يطلب فيها التعيين. وإما منقطعة ، وهي التي يكون ما بعدها منقطعا عما قبلها.
( ختم ): الختم والطبع بمعنى واحد ، وهو تغطية الشيء ، فإن في الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه تغطية له لئلا يتوصل إليه ويطلع عليه.
( غشاوة ): فعالة من غشاه إذا غطاه.
* * *
** نموذج آخر ... الكافرون
هذا هو النموذج الثاني ، من النماذج البشرية التي تتنوع مواقفها أمام قضية الكفر والإيمان ، وهو نموذج الكافرين.
والظاهر أن الآية لا تتعرض لهذا النموذج في طبيعته الشاملة ، بل تتعرض له من خلال الفئة التي واجهت الدعوة الإسلامية في بداياتها ، فلم تفتح قلوبها للإسلام لتفكر فيه ، وتناقشه لتتبعه عن قناعة ، أو لترفضه عن دليل ، وإنما وقفت موقف المعاند الذي يصر على موقفه ، ولا يسمح لنفسه أو للآخرين بأية تجربة فكرية أو عملية للحوار حول خطأ الموقف أو صوابه.
صفحه ۱۲۶