مجمع البيان في تفسير القرآن
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
ژانرها
(1) - قوما بأعيانهم قد اختصوا بهذه الصفة التي هي كونهم منعما عليهم وليس يخفى على من عرف الكلام أن العقلاء يقولون اجعلني ممن تديم له النعمة وهم يريدون أن يقولوا أدم علي النعمة ولا يشك عاقل إذا نظر لقول عنترة :
ولقد نزلت فلا تظني غيره # مني بمنزلة المحب المكرم
إنه لم يرد أن يشبهها بإنسان هو محب مكرم عنده أو عند غيره ولكنه أراد أن يقول إنك محبة مكرمة عندي وأما الغضب من الله تعالى فهو إرادته إنزال العقاب المستحق بهم ولعنهم وبراءته منهم وأصل الغضب الشدة ومنه الغضبة وهي الصخرة الصلبة الشديدة المركبة في الجبل والغضوب الحية الخبيثة والناقة العبوس وأصل الضلال الهلاك ومنه قوله «أإذا ضللنا في الأرض» أي هلكنا ومنه قوله «وأضل أعمالهم» أي أهلكها والضلال في الدين الذهاب عن الحق وإنما لم يقل الذين أنعمت عليهم غير الذين غضبت عليهم مراعاة للأدب في الخطاب واختيارا لحسن اللفظ المستطاب وفي تفسير العياشي رحمه الله روى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قوله تعالى: @QUR@ «ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم» قال فاتحة الكتاب يثني فيها القول قال وقال رسول الله ص إن الله تعالى من علي بفاتحة الكتاب من كنز الجنة فيها «بسم الله الرحمن الرحيم» الآية التي يقول الله فيها: «وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا» و «الحمد لله رب العالمين» دعوى أهل الجنة حين شكروا لله حسن الثواب و «مالك يوم الدين» قال جبرائيل ع ما قالها مسلم إلا صدقه الله تعالى وأهل سمائه «إياك نعبد» إخلاص للعبادة و «إياك نستعين» أفضل ما طلب به العباد حوائجهم «اهدنا الصراط المستقيم» صراط الأنبياء وهم الذين أنعم الله عليهم «غير المغضوب عليهم» اليهود «ولا الضالين» النصارى
ويقرأ اهدنا صراط المستقيم وفي رواية أخرى يعني أمير المؤمنين (ع) و روي جميل عن أبي عبد الله ع قال إذا كنت خلف إمام ففرغ من قراءة الفاتحة فقل أنت من خلفه الحمد لله رب العالمين و روى فضيل بن يسار عنه ع قال إذا قرأت الفاتحة ففرغت من قراءتها فقل الحمد لله رب العالمين.
صفحه ۱۰۹