190

مجمع البيان في تفسير القرآن

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

ژانرها

تفسیر

(1) - علم لهم بتكليف ذبح بقرة أخرى فيستفهموا عنها وإذا صح ذلك فليس يخلو قوله «إنها بقرة لا فارض ولا بكر» من أن يكون الهاء فيه كناية عن البقرة الأولى أو عن غيرها وليس يجوز أن يكون كناية عن بقرة ثانية لأن الظاهر يقتضي أن تكون الكناية متعلقة بما تضمنه سؤالهم ولأنه لو لم يكن الأمر على ذلك لم يكن جوابا لهم وقول القائل في جواب من سأله ما كذا وكذا أنه بالصفة الفلانية صريح في أن الهاء كناية عما وقع السؤال عنه هذا مع قولهم «إن البقر تشابه علينا» فإنهم لم يقولوا ذلك إلا وقد اعتقدوا أن خطابهم مجمل غير مبينولو كان الأمر على ما ذهب إليه القوم فلم لم يقل لهم وأي تشابه عليكم وإنما أمرتم في الابتداء بذبح بقرة أي بقرة كانت وفي الثاني بما يختص بالسن المخصوص وفي الثالث بما يختص باللون المخصوص من أي البقر كان وأما قوله «فذبحوها وما كادوا يفعلون» فالظاهر أن ذمهم مصروف إلى تقصيرهم أو تأخيرهم امتثال الأمر بعد البيان التام وهو غير مقتض ذمهم على ترك المبادرة في الأول إلى ذبح بقرة فلا دلالة في الآية على ذلك.

اللغة

ادارأتم اختلفتم وأصله تدارأتم فأدغمت التاء في الدال بعد أن سكنت ثم جعلوا قبلها همزة الوصل ليمكن النطق بالساكن وأصل الدرء الدفع ومنه الحديث ادرءوا الحدود بالشبهات ومنه قوله ويدرؤا عنها العذاب وقال رؤبة :

أدركتها قدام كل مدرة # بالدفع عني درء كل عنجة

وقيل الدارأ العوج ومنه قول الشاعر:

فنكب عنهم درء الأعادي # وداووا بالجنون من الجنون

.

صفحه ۲۷۶