تفسير جوامع الجامع
تفسير جوامع الجامع
پژوهشگر
مؤسسة النشر الإسلامي
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
۱۴۱۸ ه.ق
واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمنكم إن كنتم مؤمنين) * (93) كرر سبحانه ذكر * (الطور) * ورفعه فوقهم، لما في الثانية من الزيادة غير المذكورة في الأولى مع ما فيه من التوكيد * (واسمعوا) * لما أمرتم به في التوراة * (قالوا سمعنا) * قولك * (وعصينا) * أمرك * (وأشربوا في قلوبهم العجل) * أي:
تغلغل في بواطنهم وتداخلها حب العجل والحرص على عبادته كما يتداخل الثوب الصبغ، وقوله: * (في قلوبهم) * بيان لمكان الإشراب، كقوله: * (إنما يأكلون في بطونهم نارا) * (1)، * (بكفرهم) * أي: بسبب كفرهم * (قل بئسما يأمركم به إيمنكم) * بالتوراة، لأنه ليس في التوراة عبادة العجل، وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم، كما قال قوم شعيب: * (أصلاتك تأمرك) * (2)، وكذلك إضافة الإيمان إليهم، وقوله: * (إن كنتم مؤمنين) * تشكيك في إيمانهم، وقدح في صحة دعواهم له.
* (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) * (94) * (خالصة) * نصب على الحال من * (الدار الآخرة) * والمراد الجنة، أي: خالصة لكم خاصة بكم ليس لأحد سواكم فيها حق كما تزعمون في قولكم: * (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا) * (3)، و * (الناس) * للجنس، وقيل: للعهد وهم المسلمون (4) * (فتمنوا الموت) * لان من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاق إليها وتمنى سرعة
صفحه ۱۲۹