291

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرها

{ وعنده } ابتداء كلام من الله او جزء مفعول القول حالا كان او عطفا { مفاتح الغيب } جمع مفتح بالفتح بمعنى المخزن او مفتح بالكسر بمعنى المفتاح ولما نفى عن نفسه علم الغيب والقدرة على ما يستعجلون به اثبت مخازن الغيب او اسباب العلم به والتصرف فيه لله تعالى بطريق الحصر وعلى الاول فقوله { لا يعلمهآ إلا هو } يكون تأسيسا وعلى الثانى يكون تأكيدا، ولما حصر علم الغيب فيه تعالى عمم علمه بجملة المحسوسات الخارجة عن حد الاحصاء فقال { ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة } من اوراق شجرة الجسم او من اوراق شجرة العلم او من اوراق شجرة الولاية او من اوراق الشجرة الانسانية من النطف التى تقع فى الرحم ثم تسقط قبل ان تستهل { إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض } وقد عممت الحبة فى الخبر ويسهل عليك تعميمها { ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } اثبات المعلومية دون الثبوت بالنسبة الى الورقة الساقطة، ونسبة الثبوت فى الكتاب الى الاشياء الثابتة للاشعار بان الساقط ساقط عن الكتاب والثابت ثابت فى الكتاب، والكتاب المبين هو اللوح المحفوظ وصورته النبوة وصورتها القرآن الذى اعطاه محمدا (ص) والكل صورة الولاية التى اصلها وصاحبها أمير المؤمنين (ع) فعنده علم الكتاب الذى لا رطب ولا يابس الا فيه.

[6.60-61]

{ وهو الذي يتوفاكم بالليل } التوفى اخذ الشيء بتمام اجزائه والمراد منه هنا مطلق الاخذ وبعد ذكر احاطة علمه اراد ان يذكر احاطة آلهيته وربوبيته { ويعلم ما جرحتم } ما كسبتم { بالنهار ثم يبعثكم } من نومكم { فيه } فى النهار { ليقضى أجل مسمى } ليمضى مدة عمركم او الى ان يقضى ويختم غاية عمركم { ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده } يحكم فيهم ما يشاء بلا مانع ولا يكتفى بقهره وتسلطه واحاطته { ويرسل عليكم حفظة } يحفظونكم من مردة الشياطين وهوام الارض وسائر الآفات ويحفظون اعمالكم بالكتب والثبت { حتى إذا جآء أحدكم الموت توفته رسلنا } وقد مضى بيان توفى الله والرسل والملائكة وملك الموت فى سورة النساء { وهم لا يفرطون } فلا يشذ عنهم شيء من قواه وجنوده وهو تأكيد لمفهوم توفته بحسب المعنى.

[6.62-65]

{ ثم ردوا إلى الله } كما جاؤا منه { مولاهم الحق ألا له الحكم } يومئذ او مطلقا { وهو أسرع الحاسبين قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر } يعنى الزمهم الاقرار { تدعونه تضرعا } جهرا { وخفية } سرا قائلين { لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون قل } تهديدا لهم { هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } كما بعث على قوم لوط بامطار الاحجار { أو من تحت أرجلكم } كغرق فرعون وقومه وخسف قارون { أو يلبسكم } يخلطكم { شيعا } فرقا مختلفى المسلك متخالفى الاهواء كل فرقة مشايعة لامام { ويذيق بعضكم بأس بعض } بالمقاتلة والمدافعة والسرقة وقطع الطريق { انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون } آيات قدرتنا على التفضل على المؤمنين والانتقام من الكافرين عن الصادق (ع) من فوقكم من السلاطين الظلمة ومن تحت ارجلكم العبيد السوء ومن لا خير فيه، ويلبسكم شيعا يضرب بعضكم ببعض بما يلقيه بينكم من العداوة والعصبية ويذيق بعضكم بأس بعض هو سوء الجوار، وامثال هذا الخبر تريك طريق التعميم فى الآيات وفى الالفاظ بما امكن ووسع اللفظ.

[6.66]

{ وكذب به قومك } اى بكونه قادرا او بعلى (ع) او بالعذاب او بالقرآن الذى فيه ذكره { وهو الحق } المتحقق { قل لست عليكم بوكيل } حتى امنعكم من التكذيب وانما على التبليغ.

[6.67]

{ لكل نبإ مستقر } يعنى لكل خبر وقت وهو كالمثل فى العرب { وسوف تعلمون } اوان وقوعه.

[6.68]

صفحه نامشخص