287

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ژانرها

{ بل إياه تدعون } تصريح بمفهوم مخالفة قوله اغير الله تدعون { فيكشف ما تدعون إليه إن شآء } يعنى ليس اجابتكم حتما { وتنسون ما تشركون } يظن انه كان المناسب ان يقدم النسيان لكنه اخر النسيان وحذف مفعول تدعون للاشعار بان نسيان الشركاء كان بمرتبة كأنه نسى نسيانهم ايضا ولم يكن نسيانهم فى ذكر المتكلم وكان اهتمامهم بكشف الضر بحيث لم يبق فى نظرهم الله الذى يدعونه اليه.

[6.42]

{ ولقد أرسلنآ إلى أمم من قبلك } تسلية للرسول (ص) وتهديد للامة { فأخذناهم بالبأسآء } بالبأساء الداهية سواء كانت فى الحرب او فى غيرها { والضرآء } النقص فى الانفس والاموال، يعنى فى بدو ارسالهم ليتكسر سورة خيالهم وقوة اهويتهم حتى يقبلوهم بسهولة او بعد تكذيبهم وشدة تعاندهم حتى يرجعوا ويتوبوا { لعلهم يتضرعون } ويلتجئون الى رسلهم، اعلم، ان الانسان وقت الامن والصحة وسعة العيش خصوصا حين تشبب القوى الحيوانية يعد نفسه من اعز الخلق ولا يعد غيره فى شيء، ويظن انه احسن الخلق رأيا ويفرق نفسه على الاهوية والآمال، فاذا ابتلى ببلاء فى نفسه او اهله او ماله انكسر سورة انانيته وتضرع الى ربه والتجأ الى من يظن انه من قبل ربه، ولذلك كان تعالى اذا ارسل رسولا الى قوم ابتلاهم ببلية ليتجؤا الى الرسل ويقبلوا منهم.

[6.43]

{ فلولا إذ جآءهم بأسنا تضرعوا } اى فلولا تضرعوا اذ جاءهم بأسنا { ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون } استدراك باعتبار المعنى يعنى لا عذر لهم حينئذ فى ترك التضرع ولكن قست قلوبهم.

[6.44]

{ فلما نسوا ما ذكروا به } من البأساء والضراء بترك الاتعاظ بها { فتحنا عليهم أبواب كل شيء } من المأمولات والمهويات استدراجا لهم وامهالا { حتى إذا فرحوا بمآ أوتوا } مما يرونهم نعمة { أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } الابلاس اليأس والتحير وقيل منه ابليس وقيل انه اعجمى.

[6.45]

{ فقطع دابر القوم الذين ظلموا } وضع المظهر موضع المضمر للاشعار بالعلة { والحمد لله } جملة لانشاء الحمد والشكر، او عطف على دابر القوم، او على قطع بمعنى بقى الحمد لله { رب العالمين } وفسرت الآية فى الخبر هكذا فلما نسوا ما ذكروا به من ولاية امير المؤمنين (ع) وورد ايضا انه فى ولد عباس.

[6.46]

صفحه نامشخص