175

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

ناشر

دار الثريا للنشر

ژانرها

بل في يوم القيامة، وهنا يقولون: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤٨)﴾. الجواب: ذكر الله تعالى هذا في القرآن: ﴿قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ (^١) فالوعد لم يحن وقته بعد، انتظروا وسوف يأتي هذا الوعد. الفوائد: من فوائد الآية الكريمة: ١ - يستفاد منها: أن بني آدم يصل إلى حد التحدي لرب العالمين، ولمن بلغ رسالته لقولهم: ﴿مَتَى هَذَا الْوَعْدُ﴾. ٢ - ومن فوائدها: أن الرسل عليهم الصلاة والسلام بلغوا البلاغ المبين، وبينوا للناس أنهم سيبعثون ويجازون، وأنهم وعدوا بذلك لقوله: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ﴾. ٣ - ومن فوائدها: أن هؤلاء الذين قالوا هذا القول تحديًا واستبعادًا لم يصدقوا الرسل، بل كذبوهم، وليتهم نظروا في الأمر وفكروا لقوله هنا: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤٨)﴾. * * * قال الله تعالى: ﴿مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩)﴾ قال المؤلف: [﴿مَا يَنْظُرُونَ﴾ أي: ينتظرون ﴿إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ وهي نفخة إسرافيل الأولى] (نظر) تستعمل متعدية بنفسها، بمعنى الانتظار مثل: ﴿مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ﴾ (^٢) ولها أمثلة كثيرة، وأن تعدت بـ (في) صار المراد بها نظر الفكر تقول: (نظر في كذا) أي: فكر فيه

(^١) سورة الجاثية، الآية: ٢٦. (^٢) سورة فاطر، الآية: ٤٣.

1 / 176