110

Tafsir Al-Uthaymeen: Surah Fussilat

تفسير العثيمين: فصلت

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٧ هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

الآية (١٨)
* * *
* قالَ اللهُ ﷿: ﴿وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [فصلت: ١٨].
* * *
يَقولُ المفسِّرُ ﵀: [﴿وَنَجَّيْنَا﴾ منها] أي: من صاعِقَةِ العَذابِ الهونِ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [فُصِّلَت: ١٨] نَجَّينا من هذا العَذابِ الَّذين آمَنوا، وكانوا يَتَّقونَ، جَمَعوا بَينَ الإيمانِ والتَّقْوى، وهذا هو سَبَبُ النَّجاةِ.
من فوائِدِ الآيَةِ الكريمَةِ:
الْفَائِدَة الأُولَى: عَدْلُ اللهِ ﷿ يُؤخَذُ من قولِه: ﴿وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ فيها إِثباتُ العَدْلِ لله ﷿ والعَدْلُ مَعناه عَدَمُ الجَوْرِ وعَدَمُ الظُّلمِ، ووَجهُ الدَّلالَةِ في الآيَةِ والَّتي قَبلَها إِثباتُ النَّجاةِ لِلمُؤمِنينَ والعَذابُ لِلمُعرضينَ هذا دَليلٌ على الْعَدْلِ؛ لأنَّه أَعْطى ﷾ كلَّ إنسانٍ ما يَستحِقُّ، ولا شكَّ أنَّ اللهَ ﷾ أحكمُ الحاكِمينَ، ومن كونِه أَحكم الحَاكمينَ لازِمٌ أنْ يكونَ أَعْدلَهم؛ لأنَّه كُلَّما كان الحُكْمُ أَعدلَ كان أَحْكمَ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ الإيمانَ والتَّقْوى سببٌ للنَّجاةِ؛ لقولِهِ: ﴿وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ ومثلُه قولُه تَعالَى: ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ﴾ [الزُمَر: ٦١].
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ الإيمانَ وَحدَه لا يَكفي بَلْ لا بدَّ من إيمانٍ وتَقْوى؛ لقولِهِ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ وووَجْهُ المُقارَنَةِ بَيْنَ هذِهِ الآيَةِ وبَيْنَ قولِه تَعالى:

1 / 114