Tafsir Al-Uthaymeen: Saba
تفسير العثيمين: سبأ
ناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٦ هـ
محل انتشار
المملكة العربية السعودية
ژانرها
قال العُلَماء ﵏: فدَلَّ ذلك على أن الحِجارة أقسَى، ولمَّا شَبَّه الله تعالى القُلوب القاسِيةَ قال: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ [البقرة: ٧٤].
الفائِدةُ التَّاسِعَةُ: في قوله ﷾: ﴿أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾ أنَّ الله ﷾ مَنَّ على داوُدَ ﵇، وعلى غيره بتَعليمه هذه الصَّنْعةَ، وهي صَنْعة الدُّروع كما قال تعالى: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ﴾ [الأنبياء: ٨٠]، وهذا التَّعليمُ الذي علَّمه الله تعالى داوُدَ ﵇ بَقِيَ إلى يَوْمنا هذا، وهذا كما عَلَّم الله تعالى نُوحًا ﵇ صُنْع السَّفينة؛ وأَشار الله تعالى إلى مَوادِّ بِنائها في قوله تعالى: ﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ﴾ [القمر: ١٣]، أي: مَساميرَ.
الفائِدةُ الْعَاشِرَةُ: أنَّه يَنبَغي لمَن صَنَع شيئًا أن يُكمّله؛ لقوله تعالى: ﴿أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ﴾، ولا يَنقُص منه شيئًا.
وَينبَغي لمَن صَنَع شيئًا أن يُتقِنَه؛ لقوله تعالى: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾ أَيْ: إِكْمالًا وإِتْقانًا.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: أنه يَجِب على مَن أَنعَم الله تعالى عليه نِعمةً أن يَقوم بشُكْرها بالعمَل الصالِح؛ لقوله تعالى: ﴿وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾.
الفائِدةُ الثَّانِيَةُ عَشْرَةَ: أنَّ الله تعالى إذا أَنعَمَ على شَخْص من القَبيلة بنِعْمة فإنه إنعامٌ على القَبيلة كلها، ووجهُ ذلك: قوله تعالى: ﴿وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ فوجَّهَ الخِطاب إلى آل داوُدَ ﵇ كلهم، مع أن الفَضْل خاصٌّ بداوُدَ ﵇؛ ولهذا إذا نبَغَ نابِغة في قبيلةٍ من القبائل فإنَّه يَرفَع قَدْر هذه القَبيلةِ كلّها، كما أن العَكْس بالعَكْس إذا سَفُل أحَدٌ من القبيلة عُيِّرتِ القَبيلة به كلُّها، وهذا أمر معلوم.
1 / 95