Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
73

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

محل انتشار

الرياض

ژانرها

الملكي جبريل ﵊، وفي آية أخرى بين الله ﷾ وأقسم أن هذا القرآن قول رسول كريم بشري في قوله تعالى: ﴿فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون. إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر﴾ [الحاقة: ٣٨ - ٤١] . فالرسول هنا في سورة التكوير رسول ملكي أي من الملائكة وهو جبريل ﵊، والرسول هناك رسول بشري وهو محمد ﵊، والدليل على هذا واضح. هنا قال: ﴿إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين﴾ وهذا الوصف لجبريل، لأنه هو الذي عند الله، أما محمد ﵊ فهو في الأرض. هناك قال: ﴿فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر﴾ ردًّا لقول الكفار الذين قالوا إن محمدًا شاعر ﴿ولا بقول كاهن﴾ فأيهما أعظم قسمًا ﴿فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس. والليل إذا عسعس. والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم ذي قوة﴾ أو ﴿فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم﴾، الثاني أعظم، ليس فيه شيء أعمّ منه ﴿بما تبصرون وما لا تبصرون﴾ كل الأشياء إما نبصرها أو لا نبصرها. إذن أقسم الله بكل شيء. وهنا أقسم بالايات العلوية ﴿فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس. والليل إذا عسعس. والصبح إذا تنفس﴾ هذه آيات علوية أفقية تناسب الرسول الذي أُقسم على أنه قوله وهو جبريل؛ لأن جبريل عند الله. فإذا قال قائل: كيف يصف الله القرآن بأنه قول الرسول البشري، والرسول الملكي؟ فنقول: نعم الرسول الملكي بلّغه إلى الرسول البشري، والرسول البشري بلغه إلى الأمة، فصار قول هذا بالنيابة، قول جبريل بالنيابة

1 / 79