Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
ناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
ویراست
الثانية
سال انتشار
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
محل انتشار
الرياض
ژانرها
بالله - ﴿يدع اليتيم﴾ أي: يدفعه بعنف، لأن الدع هو الدفع بعنف كما قال الله تعالى: ﴿يوم يدعون إلى نار جهنم دعًّا﴾ [الطور: ١٣] . أي: دفعًا شديدًا، فتجد اليتيم إذا جاء إليه يستجديه شيئًا، أو يكلمه في شيء يحتقره ويدفعه بشدة فلا يرحمه.
الأمر الثاني: لا يحثون على رحمة الغير ﴿ولا يحض على طعام المسكين﴾ فالمسكين الفقير المحتاج إلى الطعام لا يحض هذا الرجل على إطعامه؛ لأن قلبه حجر قاسٍ، فقلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة. إذًا ليس فيه رحمة لا للأيتام ولا للمساكين، فهو قاسي القلب.
ثم قال ﷿: ﴿فويل للمصلين﴾ ويل: هذه كلمة وعيد وهي تتكرر في القرآن كثيرًا، والمعنى الوعيد الشديد على هؤلاء، ﴿الذين هم عن صلاتهم ساهون﴾ هؤلاء مصلون يصلون مع الناس أو أفرادًا لكنهم ﴿عن صلاتهم ساهون﴾ أي: غافلون عنها، لا يقيمونها على ما ينبغي، يؤخرونها عن الوقت الفاضل، لا يقيمون ركوعها، ولا سجودها، ولا قيامها، ولا قعودها، لا يقرأون ما يجب فيها من قراءة سواء كانت قرآنًا أو ذكرًا، إذا دخل في صلاته هو غافل، قلبه يتجول يمينًا وشمالًا، فهو ساهٍ عن صلاته، وهذا مذموم، الذي يسهو عن الصلاة ويغفل عنها ويتهاون بها لا شك أنه مذموم. أما الساهي في صلاته فهذا لا يُلام، والفرق بينهما أن الساهي في الصلاة معناه أنه نسي شيئًا، نسي عدد الركعات، نسي شيئًا من الواجبات وما أشبه ذلك. ولهذا وقع السهو من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو أشد الناس إقبالًا على صلاته بل إنه قال ﵊: «جعلت قرة عيني في الصلاة» (^١)، ومع ذلك سهى في صلاته لأن السهو في الشيء
(^١) تقدم تحريجه ص (٢٤٢) .
1 / 327