304

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

ویراست

الثانية

سال انتشار

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

محل انتشار

الرياض

ژانرها

«الأمر أعظم من ذلك» (^١)
أي من أن ينظر بعضهم إلى بعض، لأن الناس كل مشغول بنفسه. قال شيخ الإسلام ﵀: ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مما يكون بعد الموت، فيجب أن تؤمن بفتنة القبر أي: بالاختبار الذي يكون للميت إذا دفن وتولى عنه أصحابه، فإنه يأتيه ملكان يسألانه عن ربه، ودينه، ونبيه، وتؤمن كذلك بأن القبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار. أي أن فيه العذاب أو الثواب، وتؤمن كذلك بالجنة والنار وكل ما يتعلق باليوم الآخر فإنه داخل في قولنا «أن تؤمن بالله واليوم الآخر» والقدر: تقدير الله ﷿ يعني: يجب أن تؤمن بأن الله تعالى قدر كل شيء وذلك أن الله خلق القلم فقال له: اكتب. قال: وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة (^٢) . إذًا فالإيمان في قوله: ﴿إلا الذين آمنوا﴾ يشمل الإيمان بالأصول الستة التي بينها الرسول ﵊. الصفة الثانية قوله تعالى: ﴿وعملوا الصالحات﴾ فمعناه: أنهم قاموا بالأعمال الصالحة: من صلاة، وزكاة، وصيام، وحج، وبر للوالدين، وصلة الأرحام وغير ذلك فلم يقتصروا على مجرد ما في القلب بل عملوا وأنتجوا و﴿الصالحات﴾ هي التي اشتملت على شيئين:
الأول: الإخلاص لله ﷿.
والثاني: المتابعة للرسول ﵊.

(^١) تقدم تخريجه ص (٦٨) ..
(^٢) تقدم تخريجه ص (٣٢) .

1 / 310