278

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

محل انتشار

الرياض

ژانرها

تفسير سورة الزلزلة
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الَاْرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإِنسَنُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْاْ أَعْمَلَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ .
البسملة تقدم الكلام عليها.
﴿إذا زلزلت الأرض زلزالها﴾ المراد بذلك ما ذكره الله تعالى في قوله: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد﴾ [الحج: ١، ٢] . وقوله: ﴿زلزالها﴾ يعني الزلزال العظيم الذي لم يكن مثله قط، ولهذا يقول الله ﷿: ﴿ترى الناس سكارى وما هم بسكارى﴾ يعني من شدة ذهولهم وما أصابهم تجدهم كأنهم سكارى، وما هم بسكارى بل هم صحاة، لكن لشدة الهول صار الإنسان كأنه سكران لا يدري كيف يتصرف، ولا كيف يفعل. ﴿وأخرجت الأرض أثقالها﴾ المراد بهم: أصحاب القبور، فإنه إذا نفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم نفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون، يخرجون من قبورهم لرب العالمين ﷿ كما قال الله ﵎: ﴿يوم يقوم الناس لرب العالمين﴾ [المطففين: ٦] . ﴿وقال الإنسان مالها﴾ الإنسان المراد به الجنس، يعني أن الإنسان البشر يقول: ما لها؟

1 / 284