Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar
تفسير العثيمين: الزمر
ناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٦ هـ
محل انتشار
المملكة العربية السعودية
ژانرها
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: بيان شُمولِ عِلْمِ الله؛ لقوله: ﴿فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ بالذي كنتم تعملون كله صغيره وكبيره، والخطابُ لجميع النَّاس، وهذا يدلُّ على شمول عِلْم الله ﷿، وهو كذلك؛ فعِلْم الله تعالى واسِعٌ محيطٌ بكلِّ شيءٍ، وقد نبَّه الله ﷾ على بيان كيف كان واسعًا؛ فقال: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: ١٤].
﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ﴾ يعني: إذا كان الله هو الخالِقَ، وهذا شيءٌ مُقَرٌّ به، لزم أن يكون عالِمًا بما خَلق؛ إذ كيف يُمْكِنُ أن يَخْلُقَ ما لا يعلمه! هذا مستحيلٌ.
أما قوله تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ﴾ فـ ﴿مَنْ﴾ هل هي فاعل أو مفعولٌ؟ يجوز فيها الوجهان: أنْ تكون فاعِلًا، بمعنى: ألَا يعلم مَنْ خلق مَنْ خَلَقَهُ، ويجوز أن تكون مفعولًا به؛ أي: ألَا يعلمُ اللهُ من خَلَقَه، ومعلومٌ أنَّ الخالق والمخلوق بينهما تناسُبٌ؛ فلا خالق إلا بِخَلْق ومَخْلوق، ولا مَخْلوق إلا بخالِقٍ؛ نعم.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: أنَّ الله ﷾ عالِمٌ بأسرار العبد؛ لقوله: ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾ [ق: ١٦] بل لَيَعْلَمُ ما يُسْتقبَل للمَرْء، والإنسانُ يعلم ما تُوَسْوِسُ به نفسه، لكن لا يعلم ماذا يَكْسِبُ غدًا، والله ﷿ يعلم ماذا يَكْسِبُه العبد غدًا.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: الإشارة إلى أنَّ الحسابَ يوم القيامة يكون على ما في الصُّدور؛ لأنَّه لمَّا ذكر الإنباء قال: ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ يعني فالمَرْجِعُ في الحساب إلى ما في القلب، فصحِّحْ ما في قلبك؛ لأنَّ المدارَ عليه، ولهذا شواهِدُ من الآيات ذكرناها أثناء التَّفسير.
1 / 80