244

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

الآية (٣٥)
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الزمر: ٣٥].
قوله تعالى: ﴿لِيُكَفِّرَ﴾ اللَّام هنا للعاقِبة فيما يَظهَر؛ لأن لام التَّعليل تَأتِي أحيانًا للتَّعليل وأحيانًا لبَيان العاقِبة؛ فإن كان ما قَبلَها سببًا لما بَعدَها فهي للعاقِبة، وإن كان ما بعدَها عاقِبةً لما قَبْلها ولا يُراد به وليس مُرادًا فهي للعاقِبة، هذا هو الفَرْق بينهم.
فإذا قلت: جِئْت لأَقرَأ فاللَّام هنا للتعليل، وإذا قال قائِل: سافَرْت ليَحصُل لي الحادِث. فاللَّام هنا للعاقِبة؛ وفي قوله تعالى: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ للعاقِبة، فالفَرْق بينهما:
١ - إن كان ما قَبْلها سببًا لما بعدَها فهي للتَّعليل.
٢ - إذا كان ما بعدَها عاقِبةً لما قبلها غير مَقصود فهي للعاقِبة.
وقوله ﷿: ﴿لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا﴾ يَعنِي: عاقِبة التَّقوى أن يُكفِّر الله تعالى عنهم أَسوَأَ الذي عمِلوا، ويُحتَمَل أن تَكون للتَّعليل بمَعنَى: أنهم اتَّقَوا الله من أَجْل التكفير.

1 / 248