Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
42

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٧ هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

عندَ اللهِ ﴿وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: ٩٦]، لا ندري، باعتبارِ ما يَظْهَرُ لنا نعطي كلَّ إنسانٍ ما تَمَيَّزَ به، وباعتبارِ ما عند اللهِ اللهُ عليمٌ به، ولسنا مؤاخَذين فيما إذا تَوَقَّفْنَا في هذا الأمرِ. الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: فضيلةُ الجمعِ بين التسبيحِ والتحميدِ؛ لقولِهِ: ﴿يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾، وقد ثَبَتَ عن النبيِّ ﷺ قولُهُ: "كلِمتانِ حَبيبتان إلى الرحمنِ، خفيفتان على اللسانِ، ثقيلتان في الميزانِ: سبحانَ اللهِ وبحمْدِه، سبحانَ اللهِ العظيمِ" (^١). فما أَجْدَرَنَا أن تكونَ هاتان الكلمتان على ألسنتِنا دائمًا؛ لأنَّهما خفيفتانِ على اللسانِ لا تَعَبَ فيهما، حبيبتانِ إلى الرحمنِ ثقيلتانِ في الميزانِ، فماذا علينا لو كان الإنسانُ يُديمُ هذا القولَ: سبحانَ اللهِ وبحمْدِهِ سبحانَ اللهِ العظيمِ، وهو يشتغلُ، وهو يعملُ، وهو يمشي، وهو مضطجعٌ، وهو قاعدٌ! لحصَّلْنَا خيرًا كثيرًا، ولَوَصَلْنا بإذنِ اللهِ ﷿ إلى محبَّةِ اللهِ لنا؛ لأننا ما دُمْنا نأتي ونلازمُ ما نحبُّه فهو أكرمُ منا ﷿. الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أن الملائكةَ مربوبون ليس لهم حقٌّ من الربوبية؛ لقولِهِ: ﴿بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾، وعلى هذا فمن دعا جبريلَ، أو ميكائيلَ، أو إسرافيلَ، أو مالِكًا، أو غير ذلك؛ فإنه كافرٌ مشركٌ باللهِ؛ ولهذا أهلُ النارِ لم يقولوا: ﴿يَامَالِكُ﴾ أَخْرِجْنَا من النارِ، ولكنهم قالوا كما قال اللهُ عنهم: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ [الزخرف: ٧٧]، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٩]. وانظرْ إلى الحياءِ والخجلِ - والعياذُ باللهِ - لم يقولوا: ادْعُوا ربَّنَا بل قالوا: ﴿ادْعُوا

(^١) أخرجه البخاري: كتاب الدعوات، باب فضل التسبيح، رقم (٦٤٠٦)، ومسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، رقم (٢٦٩٤)، من حديث أبي هريرة ﵁.

1 / 46