Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
87

Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

تفسير العثيمين: السجدة

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

الآية (١٨) * * * * قالَ الله ﷿: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ﴾ [السجدة: ١٨]. * * * قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا﴾ المراد بالفِسْقِ هنا الفسق الأكبر المُخْرِجُ عن الإسلام، وليس الفِسْق الأَصْغَر الذي يبقى فيه الإنسانُ مؤمنًا ناقِصَ الإيمانِ، ﴿كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا﴾؟ الجوابُ: ﴿لَا يَسْتَوُونَ﴾ وانْتَبهْ أيُّها القارِئُ وَقِفْ على قوله تعالى: ﴿فَاسِقًا﴾ فإنَّ كثيرًا من القُرَّاءِ يَقْرَأُ ويستمِرُّ ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ﴾ ولا يَصِحُّ هذا، فإذا قرأْتَ: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا﴾ فقِفْ، ثم قُلْ: ﴿لَا يَسْتَوُونَ﴾ فهذا هو الجوابُ؛ وهو جوابُ الله ﷾، فإنَّ الله تعالى اسْتَفْهَم وأجاب نَفْسَه: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا﴾؟ ثم أجابَ: ﴿لَا يَسْتَوُونَ﴾ أيِ المؤمنونَ والفاسِقون؛ بماذا؟ ﴿أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا﴾ هو ما يُعَدُّ للضَّيْفِ ﴿بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. من فوائد الآية الكريمة: الْفَائِدَةُ الأُولَى: في هذه الآيَةِ تقريرُ أنَّه لا مساواة بين المؤْمِنِ والكافِرِ، وأنَّ هذا أمْرٌ لا يُمْكِنُ؛ لقوله ﷾: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا﴾ وقد قال الله تعالى في آياتٍ أخرى: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ﴾ بل من السَّفَهِ ومن الخطأ في الحُكْمِ

1 / 92