Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
53

Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

تفسير العثيمين: السجدة

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

عن رسول الله ﷺ؛ وقد صَحَّ من أسمائهم: جِبْرائِيلُ ومِيكائيلُ وإِسْرافيلُ (^١) ومالِكٌ خازِنُ النَّارِ ورِضْوانُ خازِنُ الجنَّة (^٢). وعلى كلِّ حالٍ: عِزْرائيلُ لم يَثْبُت عن الرَّسُول ﵊ على الرَّغْمِ أنَّ هذا الإسم أشْهَرُ أسماءِ الملائكة عند العامَّة. وقوله ﷾: ﴿الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ وكَّلَهُ الله ﷿، وهذا التَّوْكيلُ ليس توكيلًا لحاجَةٍ، ولكنَّه توكيلُ سُلْطانٍ وعظمة؛ لأنَّ الرَّبَّ ﷿ لا يحتاج إلى أحد يُعِينُه، وَكُلُّ من وُكِّلَ مِنَ الملائكة بشيءٍ فَلَيْسَ ذلك على سبيل الحاجَةِ، أمَّا أنا إذا وَكَّلْتُ أحدًا فقد أكون محتاجًا إلى هذا؛ لأنَّني لا أستطيع مُباشَرَةَ العمل، لكِنْ ربُّنا ﷿ لا يحتاج، وإذا أراد شيئًا قال له كُنْ فيكونُ، لكنَّه يُوَكِّلُ ذلك توكيلَ سُلْطانٍ وعَظَمَة؛ لبيان سُلْطانه وعَظَمَتِه، وأنَّ كلَّ شيء في خِدْمَته ﷾، وفي عبادته. وقوله تعالى: ﴿الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ أي: وَكَّلَه الله؛ إذن الله وَكيلٌ ومُوَكِّلٌ؛ قال تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾ [الأحزاب: ٣] ومُوَكِّلٌ كما في قوله ﷾: ﴿فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا﴾ [الأنعام: ٨٩] وهنا قال: ﴿الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ ولكنْ ليس كونُه وكيلًا بمعنى أنه مُتَوَكِّل لغيره، والمُوَكِّل أعْلى منه كما هو مَعْهودٌ، ولكنَّه وكيلٌ بمعنى رَقيب على عباده مُهَيْمِن عليهم. وقوله ﷿: ﴿يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ﴾ هنا مُفْرَدٌ ﴿يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ﴾ وفي آية أخرى في سورة الأنعام ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا﴾ فقال: ﴿رُسُلُنَا﴾ فجمَعَ،

(^١) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، رقم (٧٧٠)، من حديث عائشة ﵄. (^٢) أخرجه الدارقطني في جزء رؤية الله رقم (٦٤)، من حديث أنس ﵁.

1 / 58