325

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

كان لا يحتاج إلى ذكره، وإذا لم نحتج إلى ذكره لم نحتج إلى تقديره.
﴿وَجَعَلُوا﴾ الضمير يعود على المشركين الذين قالوا: إن الملائكة بنات الله.
فإن قال قائل: كيف يرجع الضمير إلى غير مذكور.
قلنا: إنه مذكور بالسياق فالسياق يعين مرجع الضمير، ولا يلزم في مرجع الضمير أن يكون اسمًا ظاهرًا بينًا، فإذا دل السياق على أن المراد به كذا عمل به. قال الله تعالى: ﴿إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢)﴾ [ص: ٣٢] فالفاعل في قوله: ﴿تَوَارَتْ﴾ يعود على الشمس مع أنه لم يسبق لها ذكر لأنه معروف.
وقال تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦)﴾ [الرحمن: ٢٦] (عليها) أي على الأرض مع أنه لم يسبق لها ذكر قريب، ولكن السياق يدل عليها، إذًا مرجع الضمير قد يكون متعينًا بالسياق.
﴿وَجَعَلُوا بَيْنَهُ﴾ أي بين الله ﴿وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا﴾ يقال: والجِنَّة والجَنَّة والجُنَّة، وكلها تدور حول الاستتار والخفاء، لأن هذه المادة الجيم والنون تدور على هذا المعنى: الاستتار والخفاء، ومنه الجنان: القلب، ومنه الجنين: الحمل، ومنه الجنة: الجن، ومنه الجَنة: البستان ذو الأشجار الكثيرة، ومنه الجُنَّة. ما يستتر به المقاتل عن السهام كالترس.
فما المراد بالجنة هنا؟ يقول المؤلف: [الجنة أي الملائكة لاجتنانهم عن الأبصار] فهم عالم غيبي كالجن الذين هم ذرية

1 / 328