Tafsir al-Uthaymeen: An-Nur
تفسير العثيمين: النور
ناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٦ هـ
محل انتشار
المملكة العربية السعودية
ژانرها
ما الخَيْر الَّذِي ظهر في هَذَا الإِفْك؟
الجواب: نقول الخَيْر الَّذِي ظهر في هَذَا الإِفْك خيرٌ لَيْسَ له نظير؛ إِذْ ظهرت براءة أم المُؤْمِنِينَ عَائِشَة ﵂ ونزاهتها ظهورًا لا يعادله شَيْء، شهد الله لها بالبراءة من فوق عرشه ﵎.
ثانيًا: ظهر بِذَلِك نَقاء وطُهر فِراش النَّبِيِّ ﷺ وأنَّه لا يُمْكِن لفِراشه ﷺ أن يتدنس بهَذَا.
ثالثًا: من الخَيْر، الأجر العَظِيم الَّذِي ترتب على ما أصاب المُؤْمِنِينَ في هَذِهِ الحادثة من الأَذَى والمشقَّة والجهد الجهيد، حَتَّى إنَّه من حِكْمَة الله ﷿ أن الوَحْي انقطع شهرًا كاملًا، لم ينزل على النَّبِيّ ﷺ لأجل أن يَتَمَحَّصَ المُؤْمِنُ من المنافقِ، ولأجل أن يشتد اشتياقُ المُؤْمِنِينَ إلى بَيان الله ﷾ في هَذِهِ القَضيَّة العَظِيمَة المهمَّة، ولأجل أن يَزدَاد أجرهم بهَذَا في هَذِهِ المدة.
ثم إن فيه أيضًا من الخَيْر رِفْعة شأن النَّبِيِّ ﷺ، وهَذَا فوق قولنا: نزاهة فِراشه وطهارته، لكونِ الله ﷾ يدافع بنَفْسِه عنه، ثم فيه أيضًا من الخَيْر تأديبُ المُؤْمِنِينَ وعِظتهم بما يَنْبَغِي أن يَكُونوا علَيْه من عدم إطلاق القَوْل والتجريء على أعْرَاض الأعفاء، إلى غير ذَلِك مما سيتبَيَّن إِنْ شَاء اللهُ في أثناء هَذِهِ القصَّة العَظِيمَة.
قَوْلهُ: ﴿بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ قَالَ المُفَسِّر ﵀: [يَأْجُرُكُمْ اللهُ بِهِ، وَيُظْهِرُ بَرَاءَةَ عَائِشَة، وَمَنْ جَاءَ مَعَهَا مِنْهُ، وَهُوَ صَفْوَانُ، فَإِنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ ... إِلَى آخِرِهِ]. اهـ.
هَذَا أيضًا من الخَيْر لصَفْوَانَ بنِ المُعَطِّلِ ﵁، لأنَّه إِذَا أنزل الله براءةَ عَائِشَة من ذَلِك، وكانَ هُوَ الَّذِي رماه المُنافِقُونَ بها، تظهر براءتُه ﵁.
1 / 57