Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
73

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿تَخْرُجْ﴾]، يَعْنِي اليَدَ [خِلافَ لَوْنِها مِنَ الأُدْمَة ﴿بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾]، أخذ المُفَسِّر أنَّ لَوْنَها الأُدمة من قوله: ﴿تَخْرُجْ بَيْضَاءَ﴾؛ لِأَنَّهَا لو كانتْ بيضاء من قبلُ لم يَقُلْ: ﴿تَخْرُجْ بَيْضَاءَ﴾. فلا بدَّ أَنَّهَا تغيرتْ من اللونِ الأولِ إِلَى اللونِ الثاني. وقوله: ﴿بَيْضَاءَ﴾ حال من فاعل (تَخْرُج)، يعني حال كَوْنِها بيضاءَ. وقوله: ﴿مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ هَذَا تَقييدٌ لِقَوْلِهِ: ﴿بَيْضَاءَ﴾؛ لِأَنَّ البيضاء قد يَكُون بياضها سوءًا مثل البَرَص، فَإِنَّهُ سُوءٌ؛ لِأَنَّهُ عَيْبٌ يَسُوءُ صاحِبَهُ، لَكِنَّهُ قَالَ: ﴿مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾. إِذَنْ: هو بَيَاض لَيْسَ كبياضِ البَرَص، ولهَذَا يَقُول المُفَسِّر ﵀: [﴿بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ بَرَص لها شُعاعٌ يَغْشَى البصرَ آيَة]. أما قوله ﵀: لها شُعاع، فهَذَا يحتاج إِلَى دليلٍ، فالله ﵎ ما ذَكَرَ إِلَّا أَنَّهَا بيضاءُ، وكفَى بذلك آيَةً أن تدخلَ اليد عَلَى لون ثُمَّ تخرج بلونٍ آخرَ. وأما زيادة الشُّعاع فإنَّ الله تَعَالَى لم يذكرْه، وَلَيْسَ لنا أن نتجاوزَ فِي هَذِهِ الأُمُور ما دلَّ عليه الْقُرْآن؛ لأنَّنا ذكرنا فيما سبق أن المسائل الخبرَّيةَ لا مجالَ للرأيِ فيها، يُقْتَصَر فيها عَلَى ما جاءَ به الخبرُ، فنَقُول: هِيَ بيضاءُ وكَفَى بها آيَةً. قَالَ المُفَسِّر ﵀: [آيَة ﴿فِي تِسْعِ آيَاتٍ﴾]، ﴿فِي﴾ للظرفيةِ. فتكون هَذِهِ الآيَة وكذلك آيَة العَصَا من جملةِ التِّسعِ، وليستْ زائدة عَلَى التِّسعِ. قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿فِي تِسْعِ آيَاتٍ﴾ مُرسلًا بها ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ﴾]، عَرَفَ موسى آيتينِ من هَذِهِ التسعِ وهي: العَصَا واليد، فآيتانِ معروفتانِ، لكِن بقي سبع

1 / 77