323

Tafsir al-Uthaymeen: An-Naml

تفسير العثيمين: النمل

ناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

الآية (٥٨)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾ [النمل: ٥٨].
* * *
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا﴾ وَهُوَ حجارةُ السِّجِّيل أَهْلَكَتْهُمْ، ﴿فَسَاءَ﴾ بِئْسَ ﴿مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾ بالعذابِ مَطَرُهُم].
قوله: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا﴾ فِي هَذَا دليل عَلَى أن المطرَ لَيْسَ خاصًّا بالماء، بل كُلّ ما حُصِبَ به الْإِنْسَان من فوق يُسَمَّى مطرًا، ولهَذَا قَالَ: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا﴾ والمطر الَّذِي أصابهم هُوَ ما قَالَهُ المُفَسِّر [حِجَارة السِّجِّيل]، كما قَالَ الله تَعَالَى فِي آيَة أخرى: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ﴾ [هود: ٨٢]، وَفِي أولة ثانية: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ﴾ [الحجر: ٧٤]، هَذِهِ الحجارة أهلكتهم وجعلتْ عاليَ القريةِ سافِلَها؛ بمعنى أَنَّهَا تهدَّمتْ عليهم حَتَّى صار عالِيهَا سافلَها، يعني لِأنَّهُ إذا انهدمَ البناء صار أعلاه أسفله، هَذَا هُوَ الظَّاهر.
وَأَمَّا ما رُوِيَ من أن جِبريلَ حَمَلَهم من تُخُوم الْأَرْض السُّفْلَى وَأَنَّهُ صَعِدَ بهم حَتَّى سَمِعَ أهل السَّمَاء نُبَاح كلابهم ونَهيق حَمِيرهم ثُمَّ قَلَبَها، فإن هَذَا لا دليلَ عليه، لا من كتاب اللهِ ولا من سنّة رسول الله ﷺ. فالأقربُ أن هَذِهِ الحجارة لمّا أصابتْ قريتَهم صار عاليها سافلَها، وانهدمَ البناءُ فصار أعلاه أسفله.
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿فَسَاءَ﴾ بئس]، إذن ساء فِعْلٌ ماضٍ مجرَّد عن الزمنِ،

1 / 327