Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
52

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

ناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣ هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

الأول: ما دلَّ الدليل على أنه خاص به، فهو خاص به. الثاني: ما دلَّ الدليل أنه للعموم، فهو للعموم. الثالث: ما يحتمل الأمرين، فقيل: إنه عام، وقيل: إنه خاص، وتتبعه الأمة لا بمقتضى هذا الخطاب، ولكن بمقتضى أنه أسوتها وقدوتها. فمثال الأول الذي دلَّ الدليل على أنه خاص به، قوله ﵎: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح: ١) فهذا لا شك أنه خاص به، وكذلك قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) (الضحى: ٦)، فهو خاص به ﷺ. ومثال الثاني الذي دلَّ الدليل على أنه عام، قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) (الطلاق: الآية ١)، فقوله: (طَلَّقْتُمُ) للجماعة؛ وهم الأمة، لكن الله ﷾ نادى زعيمها ورسولها لأنهم تابعون له فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ)، إذًا الخطاب يشمل النبي ﷺ وجميع الأمة، ومثال ما يحتمل الأمرين هذه الآية: (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ)، لكن قد يقول قائل: إن هذه الآية فيها قرينة قد تدل على أنه خاص به كما سنذكره إن شاء الله، ولكن الأمثلة على هذا كثيرة، والصواب أن الخطاب للأمة ولكن وُجِّه لزعيمها وأسوتها؛ لأن الخطابات إنما توجه للرؤساء والمتبوعين. وقوله: (مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ) هو القرآن، وفي إضافة الرب إلى الرسول ﵊ دليل على أن ما أوحاه الله إلى رسوله من تمام عنايته به.

1 / 56