19

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

ناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣ هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

(وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) (وَهَيِّئْ) اجعل لنا، وتهيئة الشيء أن يُعد ليكون صالحًا للعمل به. (مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) الرشد: ضد الغَيّ، أي اجعل شأننا موافقًا للصواب. * * * (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) (الكهف: ١١) قوله تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ) أي أنمناهم نومة عميقة. والنوم نوعان: ١ - خفيف: وهذا لا يمنع السماع ولهذا إذا نمت فأول ما يأتيك النوم تسمع مَن حولك. ٢ - عميق: إذا نمت النوم العميق لا تسمع مَن حولك. ولهذا قال: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ) أي بحيث لا يسمعون. (فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) أي معدودة، وسيأتي بيانها في قوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) (الكهف: ٢٥) * * * (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا) (الكهف: ١٢) قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ) وذلك بإيقاظهم من النوم. وسمى الله الاستيقاظ من النوم بعثًا لأن النوم وفاةٌ، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأنعام: ٦٠) وقال تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي

1 / 23