128

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

ناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الثالثة

سال انتشار

١٤٣٥ هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

٩ - بيان قدرة الله ﷿ بكونه سريع الحساب. ١٠ - أنه لابد أن يحاسب الإنسان على عمله: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٥]. والحكمة تقتضي ذلك، وإلا فما الفائدة أن تُخْلَق هذه الخليقة العظيمة، وتُنَزَّل عليها الكتبُ، وتُرسل إليها الرسلُ، وتؤمر وتُنهى، ثم في النهاية ينتهون إلى تراب! ! ١١ - بيان أنه ينبغي للعاقل أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب. كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. فكون الإنسان يحاسب نفسه ليصلح ما عساه فسد، أولى من سكوته وإهماله وعدم حساب نفسه، لأن الذنوب تتراكم عليه ثم يهلك. ١٢ - يستفاد من الآية الرد على الجبرية. ووجه ذلك: أن الله ﷿ أسند هذه الأفعال إلى فاعليها ﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾، ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾، ﴿بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾، وما أشبه ذلك. كل ذلك يفيد أن للإنسان إرادة وفعلًا اختياريًا، خلافًا للجبرية الذين قالوا: إن أفعال العباد يجبر عليها الإنسان. * * * • ثم قال تعالى: ﴿فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران: ٢٠]. ﴿فَإِنْ حَاجُّوكَ﴾: الخطاب للرسول ﷺ، والضمير في ﴿حَاجُّوكَ﴾ وهو الواو، قيل: لليهود، وقيل: للنصارى؛ لأن الآيات التي نزلت في أول سورة آل عمران كلها في النصارى،

1 / 130