Tafsir al-Qur'an al-Karim wa I'rabuhu wa Bayanuhu - al-Durra
تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه - الدرة
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
ژانرها
الزمخشري عن المنافقين: كانوا يهودا؛ غير مسلّم له، بل إنّ المنافقين كانوا من العرب سكان المدينة المنورة، ورئيسهم عبد الله بن أبيّ خزرجيّ الأصل.
الإعراب: ﴿وَمِنَ النّاسِ:﴾ الواو حرف عطف عطفت قصّة المنافقين على ما قبلها. (﴿مِنَ النّاسِ﴾): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. ﴿مِنَ:﴾ اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، هذا هو المتعارف عليه في هذه الجملة، وقيل: إن الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمبتدإ محذوف، التقدير: وفريق كائن من الناس، على حد قوله تعالى في سورة (الجنّ) رقم [١١]: ﴿وَمِنّا دُونَ ذلِكَ﴾ والأصح: أنّ مضمون الجار والمجرور مبتدأ. و(﴿مِنَ﴾) هي الخبر؛ لأنّ (﴿مِنَ﴾) الجارة دالة على التبعيض، أي: وبعض الناس، وجمع الضمير يؤيد ذلك، ويؤيده قوله تعالى في سورة (آل عمران) رقم [١١٠]: ﴿مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ﴾ ف (﴿أَكْثَرُهُمُ﴾) معطوف على مضمون ﴿مِنْهُمُ،﴾ وقوله تعالى في سورة (المائدة) رقم [٦٩]: ﴿مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ﴾ ف (﴿كَثِيرٌ﴾) معطوف على مضمون ﴿مِنْهُمْ،﴾ وخذ قول الحماسيّ: [الكامل]
منهم ليوث لا ترام وبعضهم... ممّا قمشت وضمّ حبل الحاطب
حيث قابل لفظ: «منهم» بما هو مبتدأ، أعني لفظة: «بعضهم» وهذا مما يدلّ على أنّ مضمون «منهم» مبتدأ، هذا و«ليوث» جمع: ليث، وهو السّبع، لا ترام: لا تقصد. قمشت:
جمعت من هنا، وهناك، والمراد: رذالة الناس، والقمش: الرديء من كل شيء.
﴿يَقُولُ:﴾ فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى من، والجملة الفعلية صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط رجوع الفاعل إليها. ﴿آمَنّا:﴾ فعل، وفاعل. ﴿بِاللهِ:﴾
متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول ﴿وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ معطوفان على ما قبلهما. ﴿وَما:﴾ الواو: واو الحال. (ما): نافية حجازية تعمل عمل: «ليس». ﴿هُمْ:﴾ ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. ﴿بِمُؤْمِنِينَ:﴾ الباء: حرف جر صلة. (مؤمنين):
خبر (ما) منصوب وعلامة نصبه الياء المقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بالياء التي جيء بها لمناسبة حرف الجر الزائد، ويقال: مجرور لفظا منصوب محلاّ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من البعض المفهوم ممّا سبق، والضمير في الفعل: ﴿يَقُولُ﴾ والرابط الواو، والضمير. هذا وبنو تميم يهملون (ما) فتكون الباء زائدة في خبر المبتدأ، ولكن جاء القرآن بلغة الحجازيّين.
تنبيه: الباء حرف جر زائد، ويقال في القرآن: حرف صلة تأدّبا؛ لأنه لا زيادة في القرآن الكريم، ولا نقص، وهو وأمثاله يفيد التوكيد، ولكن يقول النّحويّون: زائد من حيث الاصطلاح، وهو ضروري عند علماء البلاغة لتوكيد الكلام، وتقويته.
1 / 44