Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi
تفسير القرآن العظيم - السخاوي
پژوهشگر
د موسى علي موسى مسعود، د أشرف محمد بن عبد الله القصاص
ناشر
دار النشر للجامعات
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
ژانرها
وفي جواب الشرط وجهان:
أحدهما: من كان عدوّا لجبريل فقد أخطأ الطريق؛ لأنه نزل الكتاب على قلب محمد مصدقا لما معكم من التوراة.
والثاني: من كان عدوّا لجبريل فهو حقيق بمعاداته له؛ لأنه بين زيف اليهود، وبما أنزله الله معه من الكتاب وقوله بعد ذلك: ﴿مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلّهِ وَمَلائِكَتِهِ﴾ جزاؤه محذوف، التقدير: لم يعبأ الله بعداوته.
﴿نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ﴾ يعني التوراة. وقيل: القرآن. ﴿وَراءَ ظُهُورِهِمْ﴾ أي: لم يعملوا بما فيه ولقد وضعوه على الكراسي وذهّبوه بالذّهب، وحلوا غلافه وخريطته (^١) بالذهب والفضة، وطيبوه بالمسك والعنبر، ولم يعملوا به فقيل فيهم:
﴿فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٨٧] ثم استبدلوا به ما أخذوه من الرّشا على كتمان صفة النبي ﷺ وتغيير آية الرجم وغيرهما.
﴿وَاتَّبَعُوا﴾ معطوف على ﴿فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ﴾ ﴿ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ﴾ أي: تتبع، وقيل: ما تقرأ، أي: على عهد ملك سليمان. (٩ /ب) ﴿هارُوتَ وَمارُوتَ﴾ اسمان أعجميان، ولذلك منعا من الصرف مع العلمية، ولا وجه لاشتقاقهما من الهرت والمرت (^٢). ﴿إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ﴾ أي: سبب فتنة. وقيل: شيء مستحسن؛ كقولهم في الشابة الجميلة: إنها فتنة.
وقد علق على فعل العلم باللام في قوله: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ﴾ والخلاق:
النصيب ﴿وَلَبِئْسَ ما﴾ باعوا ﴿بِهِ أَنْفُسَهُمْ﴾؛ كقوله: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] أي: باعوه.
(^١) الخريطة: مثل الكيس تكون من الخرق والأدم تشرج على ما فيها، ومنه خرائط كتب السلطان وعمّاله. ينظر: لسان العرب: (خرط). (^٢) ذكر ياقوت الحموي في (معجم البلدان) (٥/ ٣٨٨) أن هاروت من الهرت وهو الشق. قال السمين الحلبي في الدر المصون (١/ ٣٢١): «ويجمعان على هواريت ومواريت وهوارتة وموارتة، وليس من زعم اشتقاقهما من الهرت والمرت وهو الكسر بمصيب؛ لعدم انصرافهما، ولو كانا مشتقين كما ذكر لانصرفا».
1 / 80