تفسیر النسفی
تفسير النسفي
ویرایشگر
يوسف علي بديوي
ناشر
دار الكلم الطيب
ویراست
الأولى
سال انتشار
۱۴۱۹ ه.ق
محل انتشار
بيروت
ژانرها
تفسیر
لا تقول إن زيدا وعمر ومنطلقان وإنما يجوز إن زيدًا منطلق وعمرو والصابئون مع خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله إن الذين آمنوا إلى آخره ولا محل لها كما لا محل للتي عطفت عليها وفائدة التقديم التنبيه على أن الصابئين وهم أبين هؤلاء المعدودين ضلالًا وأشدهم غيًا يتاب عليهم إن صح منهم الإيمان فما الظن بغيرهم ومحل من آمن الرفع على الابتداء وخبره فلا خوف عليهم والفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط ثم الجملة كما هي خبر أن والراجع إلى اسم إن محذوف تقديره من آمن منهم
لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (٧٠)
﴿لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل﴾ بالتوحيد ﴿وأرسلنا إليهم رسلًا﴾ ليقفوهم على ما يأتون وما يذرون في دينهم ﴿كلّما جآءَهُم رسول﴾ جملة شرطية وقعت صفة لرسلا
المائدة (٧٠ - ٧٣)
والراجع محذوف أي رسول منهم ﴿بما لا تهوى أنفسهم﴾ بما يخالف هواهم ويضاد شهواتهم من مشاق التكليف والعمل بالشرائع وجواب الشرط محذوف دل عليه ﴿فريقًا كذَّبُوا وفريقًا يقتلون﴾ كأنه قيل كلما جاءهم رسول منهم ناصبوه وقوله فريقًا كذبوا جواب مستأنف لقائل كأنه يقول كيف فعلوا برسلهم وقال يقتلون بلفظ المضارع على حكاية الحال الماضية استفظاعًا للقتل وتنبيهًا على أن القتل من شأنهم وانتصب فريقا وفريقا على أنه مفعول كذبوا ويقتلون وقيل التكذيب مشترك بين اليهود والنصارى والقتل مختص باليهود فهم قتلوا زكريا ويحيى
وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (٧١)
﴿وحسبوا ألا تكون فتنة﴾ حمزة وعلى وأبو عمرو وعلى أن أن مخففة من الثقيلة أصله أنه لا تكون فخففت إن وحذف ضمير الشأن ونزل حسبانهم لقوته في صدورهم منزلة العلم فلذا دخل فعل الحسبان على أن التي هي للتحقيق ﴿فتنةٌ﴾ بلاء وعذاب أي وحسب بنو إسرائيل أنهم لا يصيبهم من الله عذاب بقتل الأنبياء وتكذيب الرسل وسد
1 / 463