370

تفسیر النسفی

تفسير النسفي

ویرایشگر

يوسف علي بديوي

ناشر

دار الكلم الطيب

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۴۱۹ ه.ق

محل انتشار

بيروت

ژانرها

تفسیر
عليهم حملها بسبب ما يبلهم من مطر أو يضعفهم من مرض وأمرهم مع ذلك بأخذ الحذر لئلا يغفلوا فيهجم عليهم العدو ﴿إِنَّ الله أَعَدَّ للكافرين عَذَابًا مُّهِينًا﴾ أخبر أنه يهين عدوهم لتقوى قلوبهم وليعلموا أن الأمر بالحذر ليس لتوقع غلبتهم عليهم وإنما هو تعبد من الله تعالى
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (١٠٣)
﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصلاة﴾ فرغتم منها ﴿فاذكروا الله قياما وَقُعُودًا وعلى جُنُوبِكُمْ﴾ أي دوموا على ذكر الله في جميع الأحوال أو فإذا أردتم أداء الصلاة فصلوا قيامًا إن قدرتم عليه وقعودًا إن عجزتم عن القيام ومضطجعين إن عجزتم عن القعود ﴿فَإِذَا اطمأننتم﴾ سكنتم بزوال الخوف ﴿فَأَقِيمُواْ الصلاة﴾
فأتموها بطائفة واحدة أو إذا أقمتم فأتموا ولا تقصروا أو إذا اطمأننتم بالصحة فأتموا القيام والركوع والسجود ﴿إِنَّ الصلاة كَانَتْ عَلَى المؤمنين كتابا مَّوْقُوتًا﴾ مكتوبًا محدودًا بأوقات معلومة
وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٠٤)
﴿وَلاَ تَهِنُواْ﴾ ولا تضعفوا ولا تتوانوا ﴿فِى ابتغاء القوم﴾ في طلب الكفار بالقتال والتعرض به لهم ثم ألزمهم الحجة بقوله ﴿إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ الله مَا لاَ يَرْجُونَ﴾ أي ليس ما يجدون من الألم بالجرح ولقتل مختصًا بكم بل هو مشترك بينكم وبينهم يصيبهم كما يصيبكم ثم إنهم يصبرون عليه فما لكم لا تصبرون مثل صبرهم مع أنكم أجدر منهم بالصبر لأنكم ترجون من الله مالا يرجون من إظهار دينكم على سائر الأديان ومن الثواب العظيم في الآخرة ﴿وَكَانَ الله عَلِيمًا﴾ بما يجد المؤمنون من الألم ﴿حَكِيمًا﴾ في تدبير أمورهم
إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (١٠٥)
روى أن طعمه بن أبيرق أحد بني ظفر سرق درعًا من جار له اسمه قتادة بن النعمان في جراب دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه

1 / 392