183

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

ویرایشگر

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

ناشر

دار الكتاب الثقافي الأردن

ویراست

الأولى

سال انتشار

٢٠٠٨ م

محل انتشار

إربد

ژانرها

فلما حذف (أن) الناصبة عاد الفعل إلى المضارعة. وقرأ أبيّ بن كعب: «(لا تعبدوا)» جزما على النّهي؛ أي وقل لهم: لا تعبدوا إلاّ الله.
ومعنى الآية: أمرناهم بإخلاص العبادة لله ﷿، ﴿وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسانًا؛﴾ أي وصّيناهم بالوالدين إحسانا برّا بهما؛ وعطفا عليهما. وإنّما قال:
﴿(وَبِالْوالِدَيْنِ)﴾ وأحدهما والدة؛ لأن المذكّر والمؤنّث إذا اقترنا غلب المذكر لخفّته وقوّته.
قوله ﷿: ﴿وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ؛﴾ أي وبذي القربى. ووصّيناهم بصلة الرّحم. واليتامى: جمع يتيم؛ وهو الطفل الذي لا أب له.
والمساكين: الفقراء. وقوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْنًا؛﴾ اختلف القرّاء فيه؟ فقرأ زيد بن ثابت وأبو العالية وعاصم وأبو عمرو ونافع بضمّ الحاء وجزم السّين؛ وهي قراءة أبي حاتم، ودليله قوله تعالى: ﴿وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسانًا﴾ (^١) وقوله: ﴿ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ﴾ (^٢).
وقرأ ابن مسعود وحمزة والكسائي وخلف: «(حسنا)» بفتح الحاء والسّين؛ وهو اختيار أبي عبيد. قال: إنّما آثرناها؛ لأنّها نعت بمعنى قولا حسنا. وقرأ عيسى بن عمر بضمّ الحاء والسّين والتنوين؛ وهو لغة مثل (النّصب والسّحت).وقرأ عاصم الجحدري «(إحسانا)» بالألف. وقرأ أبي بن كعب وطلحة بن مصرف «(حسني)» بالتأنيث مرسلة؛ ومجازه كلمة حسنى.
ومعنى الآية: أيّها الرّؤساء من اليهود قولوا للسّفلة قولا حسنا؛ أي حقّا وصدقا، وبيّنوا لهم صفة النّبيّ ﷺ كما في التّوراة، ولا تكتموها، ولا تغيّروا صفة محمّد ﷺ. هذا قول ابن عبّاس وابن جبير وابن جريج ومقاتل. ودليله قوله تعالى:
﴿أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا﴾ (^٣) أي صدقا. وقيل: معناه: مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر.
قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاّ قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ﴾ (٨٣)؛ ﴿(ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ)﴾ أي ثم أعرضتم عن العهد

(^١) النساء ٣٦/.
(^٢) النمل ١١/.
(^٣) طه ٨٦/.

1 / 200