175

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

ویرایشگر

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

ناشر

دار الكتاب الثقافي الأردن

ویراست

الأولى

سال انتشار

٢٠٠٨ م

محل انتشار

إربد

ژانرها

وقال ابن عبّاس ومقاتل والكلبيّ: (نزلت هذه الآية في السّبعين الّذين اختارهم موسى لميقات ربه لمّا أخذتهم الرّجفة وأحياهم الله تعالى بدعاء موسى؛ حين قالوا: يا موسى أسمعنا كلام الله؟ فطلب ذلك؛ فأجابه الله: مرهم أن يتطهّروا ويطهّروا ثيابهم ويصوموا؛ ففعلوا، ثمّ خرج بهم موسى حتّى أتوا الطّور؛ فلمّا غشيهم الغمام سمعوا صوتا كصوت الشّبّور (^١)؛فسجدوا، فسمعوا كلام الله يقول:
(إنّي أنا الله ربّكم لا إله إلاّ أنا الحيّ القيّوم، لا تعبدوا إلها غيري ولا تشركوا بي شيئا؛ وأوصيكم ببرّ الوالدين؛ وأن لا تحلفوني كاذبين؛ ولا تزنوا؛ ولا تسرقوا؛ ولا يقتل بعضكم بعضا؛ ولا يشهد بعضكم على بعض شهادة زور؛ وأطعموا المساكين؛ وصلوا القرابة؛ ولا تظلموا اليتيم؛ ولا تقهروا الضّعيف) (^٢).
فلمّا سمعوا خرجت أرواحهم ثمّ ردّت إليهم. فقالوا: يا موسى إنّا لا نطيق أن نسمع كلام الله ﷿ يقول في آخر كلامه: (إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا، وإن شئتم فلا تفعلوا، ولا بأس).والمعنى بهذه الآية تقرّ به الصحابة في أنّ اليهود إن كذّبوا النبيّ فلهم سابقة في الكفر والتّحريف.
قوله ﷿: ﴿وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا؛﴾ قرأ ابن السّميقع «(وإذا لاقوا)» قيل: يعني المنافقين من أهل الكتاب في وقت موسى؛ فإنه كان في قومه منافقون، كما في أمّتنا. وقيل: المراد به منافقو هذه الأمة، وإنّما ذكرهم الله تعالى هنا مع اليهود؛ لأن أكثرهم كانوا منهم من اليهود قبل مبعث النبيّ ﷺ.
معناه: ﴿(وَإِذا لَقُوا)﴾ المنافقون من اليهود ﴿(الَّذِينَ آمَنُوا)﴾،يعني أبا بكر وأصحابه من المؤمنين. قالوا: ﴿(آمَنّا)﴾ كإيمانكم وشهدنا بأن محمّدا صادق ونجده في كتابنا بنعته وصفته، ﴿وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ،﴾ أي وإذا خلوا إلى رؤسائهم، ﴿قالُوا؛﴾ قال لهم رؤساؤهم-كعب بن أشرف؛ وكعب بن أسد؛ ووهب بن

(^١) على وزن (التنور):وهي البوق.
(^٢) في الجامع لأحكام القرآن: ج ٢ ص ٢؛ قال القرطبي: «هذا حديث باطل لا يصح. رواه ابن مردان عن الكلبي، وكلاهما ضعيف لا يحتج به».

1 / 192