Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani
تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني
ویرایشگر
هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي
ناشر
دار الكتاب الثقافي الأردن
ویراست
الأولى
سال انتشار
٢٠٠٨ م
محل انتشار
إربد
ژانرها
وقال ابن عبّاس: (كان في بني إسرائيل رجل صالح له ابن طفل؛ وكان له عجلة، فأتى بالعجلة إلى غيضة؛ وقال: اللهمّ إنّي أستودعك هذه العجلة لابني حتّى يكبر. ومات الرّجل فنشأت العجلة في الغيضة وصارت عوانا؛ وكانت تهرب من كلّ من رآها، فلمّا كبر الابن وكان بارّا بأمّه، كان يقسم اللّيلة أثلاثا؛ يصلّي ثلثا؛ وينام ثلثا؛ ويجلس عند رأس أمّه ثلثا، فإذا أصبح ذهب يحتطب على ظهره ويبيعه في السّوق، ثمّ يتصدّق بثلثه؛ ويأكل ثلثه؛ ويعطي أمّه ثلثه.
فقالت له أمّه يوما: إنّ أباك ورّثك عجلة، وذهب بها إلى غيضة كذا واستودعها الله، فانطلق إليها وادع إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أن يردّها عليك؛ فإنّ من علامتها أنّك إذا نظرت إليها يخيّل إليك أنّ شعاع الشّمس يخرج من جلدها. وكانت تسمّى المذهّبة لحسنها وصفرتها وصفاء لونها.
فأتى الفتى الغيضة فرآها ترعى؛ فصاح بها وقال: أعزم عليك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، فأقبلت تسعى حتّى قامت بين يديه؛ فقبض على عنقها وقادها. فتكلّمت البقرة بإذن الله تعالى؛ وقالت: أيّها الفتى البارّ بوالديه! اركبني فإنّ ذلك أهون عليك. قال: إنّ أمّي لم تأمرني بذلك! ولكن قالت: قودها بعنقها، فقالت: وحقّ إله بني إسرائيل؛ لو ركبتني ما كنت تقدر عليّ أبدا، فانطلق فإنّك لو أمرت الجبل أن ينقطع من أصله وينطلق معك لفعل لبرّك بأمّك!
فجاء بها إلى أمّه فقالت له: يا بنيّ إنّك فقير؛ وشقّ عليك الاحتطاب بالنّهار؛ والقيام باللّيل، فاذهب وبع هذه البقرة فخذ ثمنها. فقال: بكم؟ فقالت: بثلاثة دنانير؛ ولا تبعها بغير رضاي ومشورتي! وكان ثمن البقرة في ذلك الوقت ثلاثة دنانير.
فانطلق بها إلى السّوق، فبعث الله ملكا في صورة بشر ليختبر كيف برّ الفتى بوالديه! فقال الملك: بكم تبيع هذه البقرة؟ قال: بثلاثة دنانير؛ وأشرط عليك رضى والدتي. فقال الملك: بستّة دنانير؛ ولا تستأذن أمّك. فقال: لو أعطيتني وزنها ذهبا لم آخذه إلاّ برضاء والدتي! فردّها إلى أمّه. فقالت: بعها بستّة دنانير على رضى منّي.
فانطلق بها وقال للملك: إنّها أمرتني أن لا أنقصها من ستّة دنانير على أن أستأمرها.
فقال الملك: أنا أعطيك اثنى عشر على أن لا تستأمرها، فأبى، ورجع إلى أمّه
1 / 185