Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani
تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني
ویرایشگر
هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي
ناشر
دار الكتاب الثقافي الأردن
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
٢٠٠٨ م
محل انتشار
إربد
ژانرها
﴿السُّفَهاءُ؛﴾ أي هم الجهّال بتركهم التصديق في السرّ؛ ﴿وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (١٣)؛أنّهم جهّال. وقيل: قالوا: أنصدّق (كما) صدّق الجهال بقول الله تعالى، ﴿(أَلا إِنَّهُمْ)﴾ .. وقيل: معناه: آمنوا كما آمن عبد الله ابن سلام وغيره من مؤمني أهل الكتاب.
والسّفهاء: جمع سفيه، وهو البهّات الكذّاب المتعمد بخلاف ما يعلم. وقال قطرب: (السّفيه: العجول الظّلوم القائل خلاف الحقّ) (^١).
قوله ﷿: ﴿وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا؛﴾ قال جويبر عن الضحّاك عن ابن عبّاس: (كان عبد الله بن أبيّ بن سلول الخزرجيّ عظيم المنافقين من رهط سعد بن عبادة، وكان إذا لقي سعدا قال: نعم الدّين دين محمّد، وكان إذا رجع إلى رؤساء قومه من أهل الكفر قال: شدّوا أيديكم بدين آبائكم. فأنزل الله هذه الآية).
وقال الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس؛ قال: (نزلت هذه الآية في عبد الله ابن أبيّ وأصحابه، وذلك أنّهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله ﷺ. فقال عبد الله لأصحابه: انظروا كيف أردّ هؤلاء السّفهاء عنكم؟ فذهب فأخذ بيد أبي بكر ﵁ فقال: مرحبا بالصّدّيق وسيّد بني تميم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله لرسول الله ﷺ. ثمّ أخذ بيد عمر ﵁، وقال:
مرحبا بسيّد بني عديّ بن كعب الصّادق القويّ في دين الله ﷿ الباذل نفسه وماله لرسول الله ﷺ. ثمّ أخذ بيد عليّ كرّم الله وجهه؛ فقال: مرحبا يا ابن عمّ رسول الله ﷺ وختنه وسيّد بني هاشم ما خلا رسول الله ﷺ. فقال عليّ ﵁:
اتّق الله ولا تنافق؛ فإنّ المنافقين شرّ خليقة الله. فقال: مهلا يا أبا الحسن، والله إنّ إيماننا كإيمانكم وتصديقنا كتصديقكم. وفي رواية: والله إنّي مؤمن بالله ورسوله. ثمّ افترقوا، فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت، فإذا رأيتموهم فافعلوا كما
(^١) وأصل السّفه من كلام العرب: الرقّة والخفّة، يقال: ثوب سفيه إذا كان رديء النسج خفيفه أو كان باليا رقيقا. وتسفّهت الريح الشجر: مالت به، وتسفّهت الشيء: استحقرته. والسّفه ضد الحلم، والسفيه هنا: هو من أعرض عن الدليل، ثم نسب التمسّك به إلى السّفاهة. وقد يأتي على معنى من باع آخرته بدنيا غيره فهو السّفيه، أو من عادى الإسلام. وعلى وجه العموم فإن السفيه الجاهل لضعف الرأي، القليل المعرفة بمواضع المنافع والمصالح.
1 / 132