112

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

ویرایشگر

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

ناشر

دار الكتاب الثقافي الأردن

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

٢٠٠٨ م

محل انتشار

إربد

ژانرها

متمسّكين بديننا؛ فقال الله ﷿: ﴿(وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)﴾ وإنّما وحّد في أوّل الآية وجمع الضمير في آخرها؛ لأنّ لفظ (من) للوحدان، ومعناه يصلح للمذكّر والمؤنّث؛ والاثنين والجماعة؛ فعدل تارة إلى اللّفظ وتارة للمعنى؛ ومنه قوله تعالى: ﴿بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ﴾ الآية، ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّهِ وَرَسُولِهِ﴾ الآية.
قوله ﷿: ﴿يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا؛﴾ أي يخالفون الله ويكذبونه ويكذبون المؤمنين. ويخالفونهم في ضمائرهم وهم المنافقون. وأصل الخدع في اللغة الاختفاء؛ ومنه قيل للبيت الذي يخبّأ فيه المتاع: مخدع؛ فالمخادع يظهر خلاف ما يضمر. وقال بعضهم: أصل الخداع في اللغة: الفساد. وقال الشاعر:
أبيض اللّون لذيذ طعمه ... طيّب الرّيق إذا الرّيق خدع
أي فسد، فيكون المعنى: مفسدون ما أظهروا بألسنتهم مما أضمروا في قلوبهم.
وقيل: معناه: يخادعون رسول الله ﷺ كقوله تعالى: ﴿فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ﴾ أي آسفوا نبيّنا. وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ أي أولياء الله؛ لأنّ الله تعالى لا يؤذى ولا يخادع. وقد يكون المفاعلة من واحد كالمسافرة.
فإن قيل: ما وجه مخادعتهم الله؛ وهو لا يخفى عليه شيء؟ وما وجه مخادعة المؤمنين ومخادعة أنفسهم؟ قيل: المخادعة الإخفاء، يقال: انخدعت الضّبية في جحرها.
والله تعالى لا يخادع في الحقيقة، ولكن أطلق عليه اسم المخادعة لمّا فعلوا فعل المخادعين. ولو كان يصحّ لهم خداعهم لقال: يخدعون الله. وقيل: معناه: يخادعون رسول الله.
وأما مخادعة المؤمنين؛ فإظهارهم لهم الإسلام تقية؛ وقيل: إظهار الإسلام لهم ليكرموهم ويبجّلوهم. وقيل: أظهروا لهم ذلك ليفشوا إليهم سرّهم فينقلوه إلى

1 / 129