تفسير الحبري
تفسير الحبري
ژانرها
والسلف الماضون (رحمهم الله) كانوا من أبعد الغاية احترازا عن القول في نزول الآية [1].
وقال آخر: معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا [2].
3- قولهم نزلت الآية في كذا.
إن المراجع لكتب التفاسير، وخاصة الكتب الجامعة لأسباب النزول، يجد أنهم إذا أرادوا ذكر سبب نزول آية قالوا: نزلت في كذا، والظاهر أن استعمال الصحابة والتابعين لهذا التعبير، وكون المفهوم من هذا التعبير ما يفهم من قولهم «السبب في نزول الآية كذا» دفعهم على المحافظة على هذه العبارة عند بيان أسباب النزول.
ويؤيده أن الحرف «في» يستعمل فيما يناسب السببية والربط، كما في قولك: لامه في أمر كذا، أي من أجله وعلى فعله [3].
لكن قال الزركشي: عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال: «نزلت هذه الآية في كذا» فإنه يريد أنها تتضمن هذا الحكم، لا أن هذا كان السبب في نزولها، فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية، لا من جنس النقل لما وقع [4].
أقول: لم تثبت هذه العادة، بل المستفاد من عمل علماء القرآن هو الالتزام بالعكس، ولا بد أنهم لم يفهموا الخلاف من الصحابة أو التابعين،
صفحه ۱۱۳