٣ - وبو بغلة، وثورة سنة ١٨٥٢، واستمرت خمس سنوات، ولعبت فيها المجاهدة (لالا فاطمة) دورا بطوليا عظيما.
٤ - والمقراني، وثورته سنة ١٨٧١م.
٥ - وشقيق المقراني (بو مزراق)، وثورته سنة ١٨٧٢م.
٦ - وأولاد سيدي الشيخ، وثورتهم التي امتدت من سنة ١٨٦٨م حتى سنة ١٨٨١م.
٧ - وبو زيان، وثورته سنة ١٩١٤م.
وغير هؤلاء كثيرون وكثيرون، من الجنود المجهولين، والشهداء الخالدين. وإذا كنا لا نستطيع لهم إحصاء، فحسبهم أن إحصاءهم في السماء مع الأبرار والصديقين والأنبياء.
ولا عجب في ذلك، فهم أحفاد خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، وعقبة بن نافع الفهري، وطارق بن زياد، والأمير عبد القادر، والمقراني.
وجاء في إثر هؤلاء الزعماء الذي مهدوا للثورة الكبرى، وحافظوا طويلًا على شخصية الجزائر العربية المسلمة، وقادوا النهضة في نواحيها المختلفة؛ العلامتان: عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد البشير الإبراهيمي. إذ جلس الأول للتدريس، والجهاد المضني، والإرشاد والوعظ، وخلق الرجال أكثر من ربع قرن، كانت خيرا وبركة على الجزائر والإسلام، فمن هو ابن باديس؟
مولده ونشأته:
عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس الصنهاجي، ولد سنة (١٣٠٨هـ/١٨٨٩م) من أسرة معروفة بالعلم والجاه والثراء.
وكان والده ملجأ الخائفين، وكان من أبرز الرجال في قسنطينة، وكان درعًا حصينًا لولده، أبعد عنه كيد الاستعمار، ودافع عنه طويلًا. ويحكي ابن خلدون: أنه اجتمع أربعون عمامة، من أسرة باديس في وقت واحد، في التدريس والإفتاء والوظائف الدينية.
والأسرة تنحدر من الصنهاجيين، وهي قبيلة ملك وسلطان، اشتهر منها المعز بن باديس. وأسرة باديس تنتمي إلى الطريقة القادرية.
حفظ عبد الحميد القرآن الكريم على الشيخ محمد المواسي، ثم اختار طريق العلم، فأسلمه والده إلى العالم الورع التقي حمدان الونيسي، فرباه على العلم والفضل والأدب، وأوصاه بالابتعاد عن الوظيف، وقراءة العلم للعلم لا للرغيف.
وتزوج سنة ١٩٠٤م، وأنجب ولدا أسماه إسماعيل، حفظ القرآن وحضر العلم، ثم توفي وهو صغير، ولم ينجب غيره.
وارتحل إلى جامع الزيتونة في تونس سنة ١٩٠٨م لطلب العلم وتتلمذ على صفوة علمائه الشيخ محمد النخلي القيرواني، والعلامة محمد الطاهر بن عاشور، وكان لهذا فضل تكوينه الأدبي
1 / 6