2
{ الحمد لله } إخبار بأن الله مالك لجميع الحمد من الخلق ، أو مستحق لأن يحمدوه ، ومن ذكر الجملة وأراد بها الثناء على الفعل الجميل الاختيار تعظيما كان محصلا للحمد ، ولو لم يقصد الإنشاء ، ولا يجوز قصد الإنشاء على أن الآية نزلت إخبارا إلا لمن أراد غير الآية ، وإلا أن يقال ، المعنى قولوا هذه السورة ، فحينئذ يجوز لقارئها التصرف في الحمد بالإخبار والإنشاء ، لكن الإنشاء بالجملة الاسمية قليل . ومختلف فيه ، ولا يحمد الله على صفاته ، بل على أفعاله ، وقيل بالجواز على إسقاط لفظ الاختيارى من الحد ، أو على أن المراد به نفى الضرورة ، وصفاته ليست ضرورية ، كما أنها ليست اختيارية ، لا إله إلا الله ، سبحان الله ، ولفظ الجلالة لا يدل على فعل ولا صفة ، بل على الذات ، فهو جامد ، وقيل : أصله الاشتقاق من لفظ يدل على معنى العبادة ، أو العلو ، أو الطرب . أو التحير ، أو الاحتجاب ، أو نحو ذلك ، بمعنى خلقه احتجبوا عن رؤيته ، بأن حجبهم عنها ومنعهم ، وليس هو بمحتجب ، وفزعوا إليه واضطربوا وتحيروا ، { رب } سيد { العلمين } أو مالكهم ، الناس عالم ، والملائكة عالم ، والجن عالم ، والفرس عالم ، والجبال عالم ، والنبات عالم ، والفعل عالم ، والاعتقاد عالم ، وهكذا كل صنف عالم ، الجميع عالمون ، جمع تغليبا للعاقل جع قلة . إيذانا بقلتهم بالنسبة إلى قدرته تعالى على خلقه ، أصنافا غير الموجودة ، وسميت لأن فيها علامة الحدوث . كالتركيب والحلول ، وعلامة وجود الله .
صفحه ۲