[المائدة: 116]
وقالت النصارى المسيح ابن الله
وقوله: { سبحانه أن يكون له ولد } حكاية الله أوثق من حكاية غيره { له ما في السموات وما في الأرض } بيان لتنزيه مما نسب إليه يعني أن كل ما فيه خلقه وملكه { وكفى بالله وكيلا } بأمور خلقه فهو الغني عنهم وهم الفقراء إليه { لن يستنكف المسيح } لن يأنف ولن يذهب { أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون } ولا من هو أعلى منه قدرا وأعظم منه خطرا وهم الملائكة الذين حول العرش كجبريل وميكائيل وإسرافيل ومن في طبقتهم
" وروي أن وفد نجران قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لم تعيب صاحبنا؟ قال: " ومن صاحبكم؟ " قالوا: عيسى، قال: " وأي شيء أقول؟ " قالوا: تقول هو عبد الله ورسوله؟ قال: " إنه ليس بعار أن يكون عبد الله " قالوا: بلى "
، فنزلت الآية أي لا يستنكف عيسى من ذلك فلا تستنكفوا له ولا الملائكة المقربون أن يكونوا عباد الله رد على مشركي العرب قولهم: أن الملائكة بنات الله وعلى من قال أنهم آلهة { ومن يستنكف عن عبادته } أي يأنف عن الإقرار بالعبودية { ويستكبر } عن الطاعة { فسيحشرهم إليه } أي يبعثهم ويجمعهم إليه، أي إلى حكمه يوم القيامة { فأما الذين آمنوا } بالله ورسوله { وعملوا الصالحات } أي الطاعات { فيوفيهم } أي يعطيهم تاما وافيا { أجورهم } جزاء أعمالهم { ويزيدهم من فضله } زيادة نعيم على ما استحقوه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت { وأما الذين استنكفوا } عن الإقرار بالعبودية { واستكبروا } عن العبادة والخضوع { فيعذبهم عذابا أليما } وجيعا { ولا يجدون لهم من دون الله } أي سواه ينجيهم من عذابه { وليا } أي من يلي أمرهم في الدفع عنه { ولا نصيرا } { يأيها الناس } خطاب لجميع المكلفين { قد جاءكم برهان من ربكم } قيل: البرهان والنور المبين القرآن، وقيل: البرهان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والنور القرآن { وفضل } من ثواب مستحق { ويهديهم إليه } في عبادته { صراطا مستقيما } وهو طريق الاسلام والمعنى يوفقهم ويثبتهم.
[4.176]
{ يستفتونك } يعني يطلبون منك الفتيا { قل } يا محمد { الله يفتيكم } أي يبين لكم { إن امرؤ هلك ليس له ولد } ولا والد، الحكم في الكلالة قيل: هو سوى الوالد والولد وعليه الأكثر { وله أخت } لأب وأم أو لأب بالاتفاق { فلها نصف ما ترك } من الميراث { وهو يرثها } يعني الأخ من الأب والأم أو من الأب يرث أخته إذا ماتت فإنه يرث جميع المال لأنه عصبة، وعن جابر قال: مرضت فعادني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: كيف أقضي في مالي وكان لي تسع أخوات ولم يكن لي والد ولا ولد؟ فلم يجيبني بشيء حتى نزلت الآية، وروي أنه آخر ما نزل من الأحكام كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في طريق مكة عام حجة الوداع { إن لم يكن لها ولد } أي ابن لأن الإبن يسقط الأخ دون البنت { فإن كانتا اثنتين } أي كانت الاختين اثنتين { فلهما الثلثان مما ترك } الأخ من التركة { وإن كانوا أخوة رجالا ونساء } مجتمعين لأب وأم { فللذكر مثل حظ الأنثيين } سهم للأخت وسهمان للأخ { يبين الله لكم } مواريثكم { أن تضلوا } أي ألا تضلوا، وقيل: أراد بالضلال الجهل { والله بكل شيء عليم } فيعلمكم ما تحتاجون إليه.
[5 - سورة المائدة]
[5.1-2]
{ يأيها الذين آمنوا } خطاب للمؤمنين { أوفوا بالعقود } أراد المواثيق يقال وفاء بعهده وهي عقود الله التي عقدها على عباده وألزمهم إياها من وجوب التكليف، وقيل: هي ما يعقدون بينهم من عقود الأمانات ويتحالفون عليه ويمسون من المبايعات ونحوها ، والظاهر أنها عقود الله عليهم في دينهم من تحليل حلاله وتحريم حرامه، والعقد العهد الموثوق منه بعقد الحبل { أحلت لكم بهيمة الأنعام } أراد الأزواج الثمانية، وقيل: أراد الضبا وبقر الوحش ونحوها، والبهيمة كل ذات أربع في البر والبحر، وسميت بهيمة لأنها أبهمت أن تميز وكل حي لا يميز فهو بهيمة، وروي عن ابن عباس (رضي الله عنه) أنه وجد في بطن بقرة ذبحت جنين فأخذه بيده وقال: هذا من بهيمة الأنعام { إلا ما يتلى عليكم } من القرآن من نحو قوله:
صفحه نامشخص