ولا تقتلوا أنفسكم
[النساء: 29] قوله تعالى: { التي جعل الله لكم قياما } أي تقومون بها وتعيشون ولو ضيعتموها لضعتم، قوله تعالى: { وارزقوهم فيها } واجعلوها مكانا لرزقهم بأن تتجروا فيها وتربحوا حتى تكون نفقتهم من الأرباح { وقولوا لهم قولا معروفا } عدة جميلة ان صلحتم ورشدتم سلمنا إليكم أموالكم، قوله تعالى: { وابتلوا اليتامى } أي واختبروا عقولهم { حتى إذا بلغوا النكاح } الحلم في الغلام والحيض في الجارية { فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا } وهو الرشد في التصرف والتجارة دفعتم { إليهم أموالهم } من غير تأخير من حد البلوغ، قوله تعالى: { إسرافا وبدارا } أي مسرفين ومبادرين { ومن كان غنيا فليستعفف } ثم قسم الأمر بين أن يكون الوصي غنيا أو بين أن يكون فقيرا، فالغني يستعفف عن أكلها بما رزقه الله من الغنى والفقير يأكل قوتا مقدرا محتاطا في تقديره على وجه الأجرة، قوله تعالى: { فأشهدوا عليهم } بأن تسلموها وتقبضوها وبرئت عنها ذممكم، وذلك أبعد عن التخاصم والتجاحد وأدخل في الأمانة وبراءة الساحة { وكفى بالله حسيبا } أي كافيا بالشهادة.
[4.7-10]
{ للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون } الآية نزلت في الجاهلية كانوا يورثون الذكور دون الإناث والصغار، وقيل:
" إنها نزلت في قصة أوس بن الثابت الأنصاري فإنه توفي وترك امرأة يقال لها: أم كحة وثلاث بنات وعمهن فأخذ المال وجاءت امرأة أوس إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورفعت إليه القصة فقال لها: " ارجعي حتى أنظر ما يحدث الله " فنزلت الآية، فبعث اليهما أن لا يفرق من مال أوس شيئا فإن الله قد جعل لهن نصيبا ولم يتبين حتى نزل قوله تعالى: { يوصيكم الله } الآية فأعطى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المرأة الثمن والبنات الثلثين والباقي للعم "
، قوله تعالى: { وإذا حضر القسمة } أي قسمة التركة { أولو القربى } ممن لا يرث { فارزقوهم منه } الضمير لما ترك الوالدان والأقربون وهو أمر للندب، قال الحسن: كان المؤمنون يفعلون ذلك إذا اجتمعت الورثة وحضرهم هؤلاء رضخوا لهم بالشيء من تركة الميت من رفه المتاع فحضهم الله على ذلك تأديبا من غير أن يكون فريضة قالوا: ولو كان فريضة ضرب له حدا، وروي أن عبد الله بن عبد الرحمن قسم ميراثا فلم يدع في الدار أحدا إلا أعطاه، وقيل: هو منسوخ بآية المواريث، وعن سعيد بن جبير: والله ما نسخت ولكنها مما تهاون به الناس، قوله تعالى: { وقولوا لهم قولا معروفا } أي لطفوا لهم القول، وتقولوا: خذوا بارك الله عليكم، وتعتذروا إليهم، وتستقلوا ما أعطوهم لا تستكثروه ولا تمنوا عليهم { وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا } قال أبو علي: نزلت في قوم إذا حضروا الموصي وله ذرية ضعاف قالوا: ارضخ لفلان بكذا أو لفلان بكذا حتى يستغرق المال فنهوا عن ذلك، قال جار الله : ومن المستحب الجالسين إلى المريض أن يقولوا له إذا أراد الوصية لا تسرف في وصيتك فتجحف بأولادك، وفي قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" أن تترك أولادك أغنياء خير لك من أن تدعهم عالة يتكففون الناس "
وكان الصحابة يستحبون أن تبلغ الوصية الثلث، وأن الخمس أفضل من الربع والربع أفضل من الثلث، قوله تعالى: { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما } نزلت في المشركين الذين كانوا لا يورثون النساء ويأكلونها بغير حق، وقيل: نزلت في الأوصياء والحكام والقائمين بأموال اليتامى، وقيل: نزلت في مرثد أكل مال ابن أخيه وهو صغير.
[4.11-14]
قوله تعالى: { يوصيكم الله في أولادكم } عن عطاء
صفحه نامشخص