تفسیر الاعقم

اعقم d. 850 AH
164

تفسیر الاعقم

تفسير الأعقم

ژانرها

[القمر: 48] وقيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف يمشون على وجوههم؟ قال:

" ان الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم "

، قوله تعالى: { عميا وبكما وصما } كانوا في الدنيا لا يستبصرون ولا ينطقون بالحق ويتصامون عن استماعه، فهم في الآخرة كذلك، كقوله:

ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا

[الإسراء: 72] { كلما خبت زدناهم سعيرا } كلما سكن لهبها زاده اشتعالا وسعيرا، وقيل: كلما أكلت جلودهم ولحومهم فسكن لهبها بدلوا غيرها فرجعت ملتهبة { ذلك جزآؤهم بأنهم كفروا بآياتنا } يعني حجتنا البالغة وهو التوحيد والعدل، وقيل: القرآن، { وقالوا أئذا كنا عظاما } بالية { ورفاتا } ترابا { أئنا لمبعوثون خلقا جديدا } يعني احياء يوم الحشر فأجابهم الله تعالى وقال: { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض } أحدثها إختراعا، وقيل: أولم يروا: أولم يعلموا؟ وقيل: أولم ينظروا بأعيانهم فينظروا الى ما هو أعظم منهم { قادر على أن يخلق مثلهم } لأن من قدر على الأجسام قدر على احياء الأجسام واعادة الأموات احياء { وجعل لهم أجلا } أي وقتا، وقيل: أجل الموت، وقيل: أجل المعاد، { لا ريب فيه } لا شك فيه أنه كائن لا محالة { فأبى الظالمون إلا كفورا } قيل: جحودا للبعث مع ظهور الدلائل { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } خزائنه مقدوراته ورحمته ورزقه، { إذا لأمسكتم } عن العطاء والانفاق { خشية } العاقبة، وفي الآية حذف وإضمار تقديره لو ملكتم خزائن الله لأمسكتم من الانفاق خشية الفاقة { وكان الإنسان قتورا } بخيلا، ثم ذكر قصة موسى (عليه السلام) فقال سبحانه: { ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } أي تسع معجزات حجة على نبوته واختلفوا فيها، قيل: العصا واليد وفلق البحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، وقيل: اللسان والطمسة والحجر والعصا واليد و

الطوفان والجراد

[الأعراف: 133] الآية، وقيل: تسع آيات الكتاب في الأحكام { فاسأل بني إسرائيل } عن ذلك إن لم تعرفها أنت ولا قومك، وقيل: سل يا رسول الله الذميين من بني اسرائيل وهم عبد الله بن سلام وأصحابه { إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا } ، قيل: سحرت، وقيل: مسحور بمعنى ساحر { قال لقد علمت } بفتح الياء على الخطاب أي علمت أنت يا فرعون { ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض } وبالرفع قال موسى علمت أنا أنها حق فإن علمت وأقررت وإلا هلكت { بصائر } أي تبصر بها وتعلم بمعنى دلائل على نبوتي { وإني لأظنك يا فرعون مثبورا } ، قيل: ملعونا، وقيل: مهلكا { فأراد أن يستفزهم من الأرض } أي يخرجهم من الأرض أرض مصر { فأغرقناه } يعني فرعون { ومن معه } جنوده { جميعا } فلم ينج منهم أحد ولم يهلك من بني إسرائيل أحد، قوله تعالى: { وقلنا من بعده } أي من بعد هلاك فرعون { لبني اسرائيل اسكنوا الأرض } أي أرض مصر والشام { فإذا جاء وعد الآخرة } يعني القيامة { جئنا بكم } من القبر إلى الموقف للحساب والجزاء { لفيفا } مختلطين التفت بعضكم ببعض، وقيل: لفيفا جميعا، ثم عاد الكلام إلى ذكر القرآن الذي تقدم ذكره فقال سبحانه: { وبالحق أنزلناه } أي أنزلنا القرآن بالحق معناه أردنا بإنزاله الحق والصواب، وهو أن يعمل به ويؤمر بما فيه، يؤمر به ويعمل بما فيه، ومتى قيل: إذا قال: { بالحق أنزلناه } ، لما قال: { وبالحق نزل }؟ قالوا الأول صفة الانزال، والثاني يعود إلى المنزل وهو القرآن الذي.

.. حق، وقيل: هو تأكيد { وما أرسلناك } يا محمد { إلا مبشرا } للمؤمنين ومخوفا للكفرة { وقرآنا فرقناه } أي أنزلناه قرآنا فرقناه يعني فصلناه سورا وآيات، وقيل: فرقناه أي فرق الله به بين الحق والباطل، وقيل: جعلنا بعضه أمرا وبعضه نهيا، وبعضه خبرا، وبعضه وعدا وبعضه وعيدا { لتقرأه على الناس على مكث } شيئا بعد شيء، فنزل في نيف وعشرين سنة { ونزلناه تنزيلا } مفرقا، وقيل: على مكث أنزلنا شيئا بعد شيء { قل } يا محمد { آمنوا به أو لا تؤمنوا به } هذا وعيد، يعني الضرر عائد عليكم إن لم تؤمنوا، وقيل: هو جواب لقولهم

وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا

[الإسراء: 90] { إن الذين أوتوا العلم من قبله } من قبل نزول القرآن وخروج محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قيل: هم مؤمنوا أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه { إذا يتلى عليهم } يعني القرآن { يخرون } يسقطون { للأذقان يبكون } من خشية العقاب { ويزيدهم خشوعا } يزيدهم خضوعا لأن القوم عرفوا ما في كتبهم فلما عرفوا ما في القرآن ازدادوا إيمانا وخشوعا.

صفحه نامشخص