191

تفسير الراغب الأصفهاني

تفسير الراغب الأصفهاني

پژوهشگر

د. هند بنت محمد بن زاهد سردار

ناشر

كلية الدعوة وأصول الدين

محل انتشار

جامعة أم القرى

للرجاء فليس على الاعتبار به تعالى، فإن الرجاء لمن يخفى عليه العواقب، ولا يتمكن من كل ما يريده، والقصد بالآية " بتبين عفوه عنهم بعد ارتكابهم الجرائم ليتحروا شكره المقتضي لرحمته " تنبيهًا لنا أن نراعي عفوه وإحسانه - راجين بلوغ شكره بالأفعال الحميدة، وقوله: (من بعد ذلك): أي من بعد اتخاذكم العجل، وإنما لم يقل: (ذلكم) لأ، كاف الخطاب إذا اتصل بالمبهمات يصير كوصله لها وجزاءا منها، فتارة يعتبر فيه الأصل فيجمع، وتارة يعتبر فيه كونه وصلة لا خطابًا فيترك على حالته لا يثنى ولا يجمع. قوله ﷿: ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ الآية (٥٣) - سورة البقرة. الكتاب والفرقان: اسمان لشيء واحدٍ لكن يقالان باعتبارين مختلفين أما الكتاب، فلجمع الأحكام المتفرقة فيه، وأما الفرقان: فلكونه مفرقًا بين الحق والشبهة وبين الأحكام المختلفة، وأتى باللفظين تنبيهًا على تضمين التوراة للمعنيين وهذا أصح من قول من قال: تقديره: " وإذ آتينا موسى الكتاب ومحمدًا الفرقان " فغن التوراة والقرآن كل واحدٍ كتاب من وجهٍ، وفرقان من وجه، وقد قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ﴾ وما قالوه من أن الفرقان أريد به فرق البحر فلا يمتنع إرادته مع ما تقدم، والإيتاء منقول عن: أتيت لكن تعورف في الإعطاء لما كان الإعطاء ضربان من الإيتاء وقد تقدم الكلام في " لعل " وفي الابتداء.

1 / 191