تفسير السلمي
تفسير السلمي
ویرایشگر
سيد عمران
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
1421هـ - 2001م
محل انتشار
لبنان/ بيروت
وقال الجنيد رحمة الله عليه : قال الله لأيوب : لولا أني جعلت تحت كل شعرة منك | صبرا لما صبرت وكنت مع هذا تشكو وتقول :
﴿مسني الضر﴾
.
وقال ابن عطاء : تبدد همه ، وليس في العقوبات شيء أشد من تبدد الهم فمرة كان | يطالع في بلائه العقوبة ، فيقول : لعلي فيه معاقب ، ومرة كان يطالع الكرامة فيقول : | لعلي ما دفعت إليه كرامة من الله ، ومرة يطالع الاستدراج ويقول : لعلي في صبري | مستدرجا ، فلما تشتتت عليه الخواطر ، قال : مسني الضر من تشتت هذه الخواطر لأن فيه | شبه التحير .
وقال بعضهم : كان أيوب قائما مع الحق في حال الوجد فلما كشف عنه البلاء | وأظهره ، وكشف ما به قال :
﴿مسني الضر﴾
.
وقال الجنيد رحمة الله عليه : عمل الدود في جسده فصبر فلما قصدوا قلبه غار عليه | لأنه موضع المعرفة ، ومعدن التوحيد ، ومأوى النبوة والولاية ، وقال :
﴿مسني الضر﴾
| افتقارا إلى الله مع ملازمة آداب النبوة .
وقال ابن عطاء : لما أراد الله كشف ضر نبيه أيوب أحب أن يكون من أيوب فيه حركة | لإقامة العبودية أبلاه بما الصبر فيه مذموم . وهو الغيرة ، فخاف أن يكون قد جعل العدو | على أهله سبيلا فقال :
﴿مسني الشيطان بنصب﴾
فنودى في سره مسك الضر يا أيوب . | فقال صلى الله عليه وسلم معتذرا عما قال :
﴿مسني الضر وأنت أرحم الراحمين﴾
على معنى الاستفهام | ' أيمسني الضر وأنت أرحم الراحمين ؟ ' .
وقال سهل في قوله :
﴿أني مسني الضر﴾
قال أظهر الله في أيوب عليه السلام | البلاء ، وأعطاه الصبر فلما أن قام بأحكام الصبر ورثه الرضا بالبلاء فصار شكواه إليه | مناجاة له في مس البلاء .
وقال ابن خفيف : كان أيوب مستترا بحال الصبر عن البلاء ، فلما أراد الله إظهاره | للخلق ضج فقال :
﴿مسني الضر﴾
.
وقال أبو علي المغازلي : أوحى الله إلى أيوب في حال بلائه ، يا أيوب : إن هذا البلاء | قد اختاره سبعون نبيا قبلك فما اخترته إلا لك . فلما أراد الله كشفه عنه قال : آه مسني | الضر .
صفحه ۱۱