432

تفسير السلمي

تفسير السلمي

ویرایشگر

سيد عمران

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

1421هـ - 2001م

محل انتشار

لبنان/ بيروت

قال الواسطي رحمة الله عليه : العصيان لا يؤثر في الإجتبائة . وقوله :

﴿وعصى آدم ربه

أي أظهر أخلاقا ثم أدركته الإجتبائة ، فأزالت عنه مذمة العصيان ألا ترى كيف | أظهر عذره بقوله :

﴿فنسي ولم نجد له عزما

وكيف يعزم على المخالفة من هو في ستر | | العصمة وخصوصية الإصطفاء والإجتباء .

قوله تعالى : فمن اتبع هداي > 2 <

طه : ( 123 ) قال اهبطا منها . . . . .

> > [ الآية : 123 ] .

قال سهل : هو الإقتداء ، وملازمة الكتاب والسنة فلا يضل على طريق الهدى ، ولا | يشقى في الآخرة والأولى .

قوله تعالى : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا > 2 <

طه : ( 124 ) ومن أعرض عن . . . . .

> > [ الآية : 124 ] .

قال : لا يعرض أحد عن ذكر ربه إلا أظلم عليه وقته ، وتشوش عليه رزقه .

وقال جعفر في هذه الآية : لو عرفوني ما أعرضوا عني ، ومن أعرض عني رددته إلى | الإقبال على ما يليق به من الأجناس والألوان .

قال الواسطي : ما كان ذلك ذكرى حتى أعرضوا عنه ، بل كانت تلك أذكارهم ، | وذكري قد سبق لمن يذكرني على الحقيقة ، فلا يكون له إعراض عني ، ولا على غيري | إقبال .

قوله تعالى : ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه > 2 <

طه : ( 131 ) ولا تمدن عينيك . . . . .

> > [ الآية : 131 ] .

قال الواسطي رحمة الله عليه في هذه الآية : تسلية للفقراء وتعزية لهم حيث منع | الخلق عن النظر إلى الدنيا على وجه الإستحسان فقال :

﴿ولا تمدن عينيك

الآية . | ثم أمرهم بعد هذا بالعبودية وملازمة الطاعة فقال :

﴿وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها

[ الآية : 132 ] .

لذلك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين قرأ هذه الآية قال : ' من لم يتعزى بعزاء الله | تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ' .

وقال سهل : لا تنظر إلى ما يورثك وسوسة الشيطان ، ومخالفة الرحمن ، وأماني | النفس ، والسكون إلى مألوفات الطبع فإنها تفتن ، فكل واحد منها مما يقطع عن الله .

قوله تعالى :

﴿ورزق ربك خير وأبقى

[ الآية : 131 ] .

قال أبو بكر بن طاهر في هذه الآية : هو القناعة بما يملكه ، والزهد فيما لا يملكه .

وقال بعضهم : من رزق الثقة بالله ، والرضاء عن الله فقد أعطى أفضل الأرزاق .

وقال أبو عثمان في قوله

﴿ورزق ربك خير وأبقى

قال : هو توكل لأنه أبقى للمرء | | من الطلب ، وخير له من السعي والتعب .

صفحه ۴۵۳