تفسير السلمي
تفسير السلمي
پژوهشگر
سيد عمران
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
1421هـ - 2001م
محل انتشار
لبنان/ بيروت
( إذا مرضتم أتيناكم نعودكم
وتذنبون فنأتيكم فنعتذر
| سئل أبو حفص عن التوبة فقال ليس للعبد من التوبة شيء ، لأن التوبة إليه لا منه .
قوله تعالى : حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت > 2 <
التوبة : ( 118 ) وعلى الثلاثة الذين . . . . .
> > [ الآية : 118 ] .
قال أبو عثمان : من رجع إلى الله وإلى سبيله ، فلتكن صفة هذه الآية تضيق عليه | الأرض ، حتى لا يجد لقدمه فيها موضع قرار إلا وهو خائف ، إن الله ينتقم منه فيه | وتضيق عليه أحوال نفسه فينتظر الهلاك مع كل نفس هذه أوائل دلائل التوبة النصوح ، | ولا يكون له ملجأ ولا معاد ولا رجوع إلا إلى ربه ، بانقطاع قلبه عن كل سبب قال الله | تعالى :
﴿وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت﴾
.
قوله تعالى :
﴿وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه﴾
.
قال بعضهم : لم يعتمدوا حبيبا ولا خليلا بل قلوبهم منقطعة عن الخلق أجمع وعن | الأكوان كلها ، لذلك قيل : المعارف أن لا تلاحظ حبيبا ولا خليلا ولا كليما وأنت تجد | إلى ملاحظة الحق سبيلا .
قال الجنيد رحمة الله عليه : ما نجا من نجا إلا بصدق اللجأ .
قوله تعالى :
﴿ثم تاب عليهم ليتوبوا﴾
.
قال أحمد بن خضرويه لأبي يزيد رحمة الله عليه : بماذا أصل التوبة النصوح قال : | بالله وبتوفيقه ، ثم تاب عليهم ليتوبوا .
قال بعضهم : عطف عليهم ببوادي عطفه ونعمه وفضله فألفوا إحسانه ورجعوا إليه | فكان هو الذي أخذهم إلى نفسه ، لا هم بأنفسهم رجعوا إليه .
قال ابن عطاء : تعطف الرب على خلقه ولم يتعطف العبد إلى الله الطاعة .
قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين > 2 <
التوبة : ( 119 ) يا أيها الذين . . . . .
> > [ الآية : 119 ] .
قال بعضهم :
﴿مع الصادقين﴾
مع المقيمين على منهاج الحق .
قال بعضهم : مع من ترضى حاله سرا وعلنا وظاهرا وباطنا .
قال بعضهم : ^ ( كونوا مع الصادقين ) ^ قال : هم الذين لم يخالفوا الميثاق الأول ، فإنها | صدق كلمة .
وقال أبو سليمان : الصحبة على الصدق والصفاء تنفي كل علة عن المصطحبين ، إذا | قاما وثبتا على منهاج الصدق لأن الله يقول :
﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾
. |
صفحه ۲۹۱